أكتوبر الثورة.. وأنين الجياع
لم نستفد من ثورة الرابع عشر من أكتوبر إلا الإجازة في هذا اليوم، نعم ما معنا من الثورة إلا الإجازة، وإلا بالله عليكم قولوا لي ماذا استفدنا من هذه الثورة بعد مضي 61 عامًا؟ فالمستشفيات هي مستشفيات المستعمر والطرقات كذلك وكذا الجولات هي ما خلفه لنا المستعمر، قد يقول قائل من المستفيدين من الشعبطة في هذا الوضع المنكوس، استفدتم كذا وكذا، وسأقول له: إن لصوص الأحواش والجمعيات السكنية، ولصوص المناصب هم من استفاد في ظل هذه الظروف التي نعيشها، فقد أكلوا حقوق هذا الشعب، وعلقوا لنا الأعلام ووزعوا الشعارات وأضاؤوا السماء بالألعاب النارية للاحتفال بثورة الرابع عشر من أكتوبر، ويا ويلهم ألا يعلمون أن المواطن يموت جوعًا وفاقة ويشكو الحاجة، ولا يستطيع أن يتطبب؟
لم يتحدث أي مسؤول عن وضع الناس التي لا تجد لقمة يومها، ولا تجد قيمة العلاج لمرضاها، لم يتحدث الرئيس ولا نوابه، ولا رئيس الوزراء ولا وزراؤه ولا أي محافظ عن الحال المزري الذي وصل إليه المواطن، وتحدثوا وأسهبوا في الحديث عن الثورة والثوار، ولم يعلموا أن المواطن لا يدري ما الثورة فقد فقد الأمل في العيش في هذا الوطن الذي يحكمه من لا يفكرون إلا بتثبيت كراسيهم، وحجز أراضيهم، وبنا فللهم وقصورهم، وتنمية مواردهم ليملأوا أرصدتهم في الداخل والخارج.
لم نطارد اللصوص الذين ينهبون البنوك والموارد وبالمليارات وذهبنا نطارد شخصًا لأنه أراد أن يأكل بطاط، هذا ما استفدناه من ثورة 14 أكتوبر في ذكراها 61.
لم تعقد الرئاسة ولا الحكومة جلسة لتضع حدًا لمعانات الناس، ولم توجه بزيادة الرواتب وبنسبة تتوافق مع هذا الغلاء القاتل، لم يضعوا حدًا لانهيار العملة، لم نسمعهم إلا وهم يتحدثون عن كيفية المحافظة على مناصبهم ورواتبهم ومخصصاتهم، فمتى يفيق الرئيس ونوابه، ومتى يصحو رئيس الحكومة ووزراؤه، لينظروا في حال هذا الشعب الذي طحنه الغلاء والحاجة والفقر والمرض؟
عجبي من صبرنا على ما نحن فيه!!! وعجبي كل العجب من رئيس ونواب وحكومة لا يفكرون بهذا الشعب الذي يموت جوعًا!!! ويبدو أننا غلطنا لما تسرعنا وتحررنا، والله الله يا أكتوبر.