" الخلود للخالد "!!..
بقلم ( د. عبد الكريم الوزان*.
يتمادى البعض في غيه من قتل وايذاء وسرقةً وكذب وخداع ونفاق وتبجح ومغالطة وحب ظهور وقل ماشئت ، وأخطرهم وأكثرهم ايذاءً من تولى أمور بني جلدته وتسلط عليهم، وكأنه سيعيش خالدا أمد الدهر. وهناك من يجزع بسبب حادث أليم كفقدان عزيز أو جاه أوثروةً. والأنكى من هذا انهم يعلمون المصير المحتوم، لكنهم يتغافلون أو يتناسون هذه الحقيقة، فهم لايعرفون متى يموتون وكيف وأين !!.
أرى أن الجهل و ضعف الوعي و تردي البيئة الأسرية وعدم الانصياع للقوانين والأنظمة لاتبرر لهم اغفال ماذكرناه، كونها حقيقة دامغة وجدانية وأزلية، فدنيانا حياة وموت لامحال.
يقول الامام الشافعي :
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
اذا ماكنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن تزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولاسماء
وأرض الله واسعة ولكن
اذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء
بدوري أرى ان الايمان والقناعة في طليعة ماينبغي على الجميع التحلي به حتى أنْ عاشوا حياة هادئة هانئة، قصرت أعمارهم او طالت، فليفشوا السلام، ويقينا إن الخلود للخالد!!.
*كاتب عراقي