يا حكومة.. هنيئًا لكم هذا الشعب المسبع المربع العرطة

يا رئيس الحكومة لقد ولاكم الله على شعب لا يحسن إلا السمع والطاعة، فقد أخذتم المناصب، فخذوا منه حتى الراتب، ولو أنكم قد أخذتموه، فقيمته في السوق لم تعد تساوي شيئًا، فخذوه، فأنتم تحكمون شعبًا لا يقدر على مطالبتكم بأي شيء، فهو شعب تربى على الطاعة العمياء، ولو أخذتم كل ما لديه لما تحرك من شدة الطاعة، فلا تقلقوا من ثورته، ولا من حراكه، فهو شعب لا يستطيع أن يقول: أعطوني من مال البنك لا من مال أبيكم وأمكم، ولا يحسن أن يطالبكم حتى براتبه الذي لا يفي حتى بمتطلبات أسبوع من شهره الذي أصبح عدد أيامه 60 يومًا. 

  يا حكومة المعاشق لا تسلموا الموظفين رواتبهم، وأنا أضمن لكم عدم مطالبتهم بهذا الراتب، وأقول لكم أننا لا نملك في بيوتنا لا رز ولا دقيق ولكننا ننتظر لمن يخرج ليأتي برواتبنا، فكل موظف منا ينتظر الفارس الذي سيخرج ليطالب براتبه، فكلوا رواتبنا، بل حتى اقطعوها فلن نتحرك، ولن نطالبكم بها، تفسحوا بها، تأنقوا بها، ووسعوا على أولادكم، اشتروا لأولادكم بها طرزان وويفر، فلن نغضب إن تأخرت رواتبنا ولن نثور إن قطعتموها، فنحن شعب عرطة.

  يا حكومة معاشق لا تقلقوا أن بلغ الشهر 50 يومًا ولا حتى أن وصل إلى 100 يوم فالأمور طيبة، فنحن شعب لا نحسن إلا لوك الكلام على الدكك وفي المقاهي، فلا تقلقوا بشأننا فقد استغنينا عن أشياء كثيرة منها: اللحم والدجاج والسمك والطماط والبطاط والبصل، فعادي لو أخذتم الراتب، فنحن لا نحتاجه، فنحن شعب نستطيع التأقلم مع أي ظروف، ونستطيع أن نعيش على الهواء الجوي، أهم حاجة جهالكم حافظوا عليهم من سوء التغذية، ومن الأمراض والأوبئة، الله يحفظهم لكم ويحفظكم لهم، فنحن سنستمر في الدعاء لكم ولأولادكم، ولن نموت جوعًا. 

   تصدق يا رئيس الحكومة أننا في الجامعات الحكومية أضربنا ولم يستمر إضرابنا شهر، ولم تسألوا في الحكومة عنا ولا عن إضرابنا، فرأيتنا نعود إلى قاعاتنا كما تعود الدجاج إلى أبراجها، عدنا تحت عنوان كبير هو: مصلحة الطلاب، فنحن كما قلت لكم شعب عرطة، لا نبالي بوضعنا المعيشي، ولا بحال أولادنا أهم حاجة عندنا مصلحة الحكومة، فهنيئًا لكم هذا الشعب الذي تحكمونه، هنيئًا لكم هذا الشعب المسبع المربع العرطة.