انتصرت غزة وخسر الجميع ..!!

إذا نجح وقف إطلاق النار _ والذي نأمل أن ينجح فإن العالم سوف يشهد صدمة كبرة من هول الدمار الذي تم في قطاع غزة هذا الدمار سيكون لعنة تلاحق كل من تسبب به _ ورغم هذا الدمار فإننا نستطيع أن نقول أن غزة انتصرت .

إن كان هناك انتصار في الحرب على غزة التي استمرت عامين فليس للكيان الصهيوني الذي دمر قطاع غزة ولا لحركة حماس التي فتحت جبهة وهي غير قادرة على حماية غزة وهي تعي أن لهذا الكيان مشروع لتهجير ابناء غزة لاستكمال مشروعه صفقة القرن وكان ماقامت كان ذريعة لهذا  الكيان لتنفيذ مشروعه ، فان كانت تعي ذلك فتلك مصيبة وأن لم تكن تعي ذلك فالمصيبة اعظم .

 نعم  الانتصار في هذه الحرب هو لأبناء غزة الذين لايملكون أي سلاح أولئك الذين دمرت منازلهم ومدنهم ومزارعهم وكل ممتلكاتهم ، أولئك الذين الذين نجوا من القتل وهم ثابتين على أرضهم رافضين الهجرة الى خارج قطاع غزة رغم انه لم يبقى لهم سوى ركام منازلهم ورغم المغريات التي عرضت عليهم للهجرة الا أن ركام منازلهم كانت ولا تزال اغلى من كل تلك المغريات التي وعدوا بها . 

نعم هؤلاء هم من غيروا مواقف شعوب الأرض بصمودهم وحولها الى شعوب تدافع عن حقهم في حياة كريمة على أرضهم المغتصبة وهذا الانتصار سيزداد توهجا بعد أن يشاهد العالم الدمار الذي تعرضت له غزة حين يتمكن مراسلو الصحافة العالمية من الدخول إلى غزة بعد منع استمر أكثر من عامين  وتصوير الدمار الذي إرتكبه الكيان الصهيوني وسماع قصص المعاناة التي عاناها أطفال ونساء وشيوخ غزة ونقلها للعالم تلك الصورة التي لا تقل بشاعة عن صورة هيروشيما التي خلفتها القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا عام 1945م مع الاختلاف أننا في عصر شبكات التواصل الاجتماعي التي سوف توصل هذه الصورة الى كل منزل في العالم والتي سوف تنسف ما تبقى من تلك المظلومية الصهيونية التي ظل يروج لها أكثر من ثمانين عام لتجميل صورته العنصرية نعم هذا هو النصر  الذي سوف يؤدي إلى تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية قصر الزمن أو طال .