حسرات بعد فوات الأوان..
بقلم: د. عبد الكريم الوزان.
الآباء والأمهات هم عماد الأسرة، فاذا توفى الله الوالد يشعر الأبناء ان السقف قد رفع من فوق رؤوسهم كانهم عراة بلا مأوى، واذا جاء أجل الأم يفتقدون حضن الرحمة والحنان والأمان، وكلاهما لاغيرهما يتمنيان أن يتفوق أبناؤهما فيكونوا أفضل حالا منهما .
ومن الأبناء من لايقدر توجيهات وحكمة الأبوين، بخاصة في هذا الزمن حيث الانفلات وتسيد عادات وأساليب مرفوضة في ديننا وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة، وقد يقابلون والديهم بردود أو تصرفات غير مهذبة وربما قاسية. لكن بمضي السنين وتفتح الأذهان وزيادة الخبرات الحياتية يكون عندها الأبناء قد أصبحوا آباءً، فتعود بهم الذاكرة الى الوراء ويستشعرون مابدر منهم من سوء، فينتابهم الخجل والندم. أما حينما يدركون حقيقة أفعالهم السيئة بعد وفاة الوالدين فهنا تؤلمهم الحسرات وتورثهم الندامة لكن بعد فوات الأوان.
أيها الأبناء: استشعروا القدسية والمكانة مبكرا لمن جئتم الى الدنيا من أصلابهم وبطونهن، واسعدوهم فالأيام دول. واخشوا قوله تعالى واتقوه "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا" (25).*
يقينا فإن الأسرة التي تطمح أن يكون أبناؤها صالحين، بحاجة الى مؤازرة الدولة، من خلال اتباع أنظمة وقوانين عادلة في كل المجالات، وتحسين العامل الاقتصادي، وتقويم المناهج التعليمية، وتوقيد معنى المواطنة والوطنية، ومراقبة وسائل الإعلام، وترسيخ مقومات التربية الإعلامية للقائمين بالاتصال .
رحم الله والدينا وأطال في أعمار الأحياء منهم والحمد لله رب العالمين.
*سورة الأسراء.
* كاتب عراقي