احدى عشر ساعة في ضيافة شرطة القاهرة

شاءت اقدار ربنا جل في علاه بان يتعرضا شابين من ابناء تهامة الباحثين عن المساويك في منطقتنا، احدى مجالات مديرية لودر الغربية النائية لحادث مروري من قبل احد اقاربنا ورغم انهما المُخطأين بشهادة المتواجدين اثناء وقوع الحادث وذلك بالدخول فجأة لا تسمح للسائق تدارك وقوعه من طريق فرعي دون تصفية الطريق الرئيسي، إلا اننا لم نحسب ذلك عليهما وتجاوزناه باعتبارهما غريبين عن المنطقة، وقمنا بواجب اسعافهما الى مستشفى المديرية لودر ثم الى عدن بتحويل رسمي من قبل مستشفى لودر ووضعنا احدهم في مستشفى الجمهورية مع تكليف من جانبنا من يتابع علاجه والانفاق عليه، والاخر لم يتم قبوله لخطورة حالته ونقلناه الى مستشفى عدن الخيري في م/المنصورة منطقة حاشد،،،

واثناء قيامنا بعملية متابعة علاجه وعمل اللازم على حسابنا الخاص رغم جور المبالغ التي كنّا ندفعها، افاجأ باحد ضباط شرطة القاهرة يستوقفني في صالة المستشفى ويطلب مني سيارة او سلاح او ذهب او مبلغ كبير لوضعه رهن كضمان رغم انني كنت ادفع التكاليف اولاً باول ولم نؤجل ريال واحد، وفي الوقت الذي لا تتوفر لدي تلك الطلبات حينها، طلبت منه مهلة الى شروق شمس ذلك اليوم الاثنين الموافق 14/اكتوبر حتى اتواصل باقاربنا ليأتوا ويحضروا الظمان المطلوب، فقال لا مشكلة في ذلك بشرط ان تكون ضيفنا في الشرطة حتى ياتوا اقاربك وبعد حوار ومحاولة اقناعه إلا انه اخذني الى الشرطة دون امر استدعاء او حتى التعريف عن نفسه بابراز صفته ولكن هذه مشكلتي كوني قبلت ذلك دون اعتراض، وبيّت تلك الليلة وضحاها، من الساعة الاولى بعد منتصف الليل الى الحادية عشرة قبل الظهر لديهم كموقوف في مسجد القسم والمساحة وليس داخل السجن بتوجيه من رئيس قسم الشرطة الذي وجدته في مكتبه رغم تاخر الوقت وبعد ان شرحت له الوضع وبالتالي تفهمه لموقفنا مع المصابين واهتمامنا بهم،،،
وبغض النظر عن سلامة الاجراءات وصوابها، او مخالفتها للنظم والقوانين التي انا اجهلها مع اني ارجح صوابها فهي ليست موضوعنا،،،
ولكني هنا ساعبّر عن وجهة نظري الخاصة عمّا لمسته في هذا القسم مديراً وضباطاً وافرادا،،،
وكما ننتقد الاخطاءات والسلبيات والتجاوزات في كل المرافق المدنية والعسكرية والامنية وافرادها فانه لزاماً علينا الاشادة واظهار الايجابيات لتلك المرافق وموظفيها ليحتذى بها،،،
- نعم، لقد شاهدت هيبة ووقار ونزاهة قائد امني من العيار الثقيل في شخص رئيس قسم الشرطة العقيد/محمد عمر عبدالله،،،
- نزاهة وحسن تصرف ومعاملة بمسؤولية من قبل مندوب البحث الجنائي لدى المستشفى النقيب عبدالحميد فضل عبدالحميد،،،
- تواضع ولطف النقيب/ناظم الجبيري الذي ارسل معنا الجندي الامين الخلوق ابوبكر الى المستشفى لاكمال اجراءات الافراج عني، بدلاً من احتجازي عندهم حتى تكتمل الاجراءات هناك،،،
- ولا انسى الاشادة بروعة ودماثة اخلاق ضابط النوبة ليلتها صالح محمد عثمان،،،
وبصورة عامة فقد لمست وجوداً للدولة التي ننشدها ولاحظت الالتزام والانضباط وتجانس كل قوام هذا القسم افراداً وصف وضباطاً وقائداً، وحسن معاملة مع كل المساجين،،،
والاهم من هذا كله لا تستغربوا إن قلت لكم باني منذو ان أُحتجزت حتى خرجت لم اتعرض لاي نوع من الاستفزاز او الابتزاز ولم ادفع ريال واحد ولم يطلب مني ذلك مع اني لا اعرف احداً منهم اطلاقاً ولا يعرفوني قبل هذه الواقعة،،،؟