القيادات الحوثية تنهب المليارات باسم الله والدين

منذ بداية تأسيس الحركة الحوثية وقيادتها العليا تتستر بالدين وتستخدمه كوسيلة لتنفيذ وتحقيق مصالحها وأغراضها واهدافها العسكرية والمادية والعنصرية والطائفية..

وخلال سنوات الحرب الكارثية استطاعت المليشيات الحوثية أن تجيد دور الملتزم والمتمسك بالدين والمحافظ على المبادئ والقيم الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية والمدافع عن الوطن والشعب وأمنه واستقراره، وعلى هذا الأساس استطاعت فيادة المليشيات أن تغرر على قطاع كبير من أبناء الشعب اليمني الذين انخدعوا بأهدافها الدينية الظاهرة وانضموا إلى صفوفها الإجرامية وتثقفوا بندواتها ومحاضراتها ومناهجها الطائفية ودوراتها التعبوية الملغمة بالأفكار العنصرية والسامة وثقافة الموت والعداء والكراهية..

وعلى مدى هذه الفترة الطويلة وفرق المشرفين الميدانية في القرى والحارات والعُزَّل والمديريات وفي مختلف المكاتب والقطاعات والمؤسسات وبمختلف المهام والتخصصات والمسميات، يعملون بشكلٍ طوعي ومجاني وعلى حسابهم ونفقتهم الخاصة ، على اعتبار أنهم يؤدون عملًا دينيًا، ويقومون بدورٍ جهادي لخدمة الدين والوطن والأمة..

وللأسف الشديد، فإن هؤلاء المخدوعين هم من يقوم بدور التحشيد وإرسال ابناء مناطقهم وقبائلهم لجحيم معارك العصابة الحوثية ، وهم من يجمعون الإتاوات والجبايات في مختلف المناسبات لقيادة الجماعة، وهم من يرسلون الطلاب إلى الدورات الطائفية والشباب إلى المخيمات الصيفية، وهم من يرصدون حركة المواطنين، ويرفعون تقارير التقييم، ويراقبون كل ما يدور في المراكز والقرى والحارات والمراكز والمكاتب والمربعات. ومع هذا فإنهم يعانون من الفقر والجوع وشحة الإمكانيات ، ويكتفون بحصولهم على تكاليف بمناصب وأهمية وتسمياتهم بالمجاهدين والمشرفين وأولياء الله المؤمنين..

وفي نفس الوقت تقوم قيادة الجماعة وقيادة المشرفين بهبر مليارات الريالات وملايين الدولارات من الموارد العامة وإيرادات الميناء والمطار والإتاوتات الخاصة والمساعدات الإنسانية والإمدادات الخارجية من الدول الطائفية الداعمة.

وبالتالي، ترتفع أرصدة القيادات الحوثية وكبار المشرفين وتتوسع شركاتهم ومؤسساتهم ومنشآتهم التجارية والاستثمارية، وتتحدث مراكبهم ومواكبهم الخاصة، وترتفع عماراتهم وأبراجهم الممتدة من شوارع صنعاء الى قلب مدينة صعده. وفي نفس الوقت يعاني المجاهدون وأولياء الله المومنين من الفقر والجوع، ولا يستطيعون تدبير إيجار منازلهم، ولا توفير متطلبات أُسرهم، ولا توفير مواصلات لمشاوير أعمالهم..

فكيف تجيز قيادة المليشيات لنفسها هبر المليارات ونهب موارد الدولة وحقوق المواطنين وتحرم على اتباعها وفرقها الميدانية الحصول على الفتات من الفائض الذي تهدره قيادة المليشيات في المناسبات والاعياد؟!.