تعددت الأسباب والطلاق واحد

توقفت عند تغريدة لأحد مُغردينا المثقفين الأفاضل تقول: "العشق هو وسيلة ناعمة من أجل الوصول إلى غاية ينشدها كلا الطرفين، وهي نقطة الالتقاء التي يستمر عندها السكون أو يبدأ التنافر".

وفي الحقيقة تصادفت هذه التغريدة مع ما كان يدور في ذهني عن كثرة اللغط الذي أصبح يدور مؤخرا بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول نسب ارتفاع الطلاق والذي يُطلق عليه البعض زورًا بـ"المُخيفة" في السلطنة عامة ومحافظة ظفار خاصة، والذي تصدر عادة بياناته بنهاية كل عام من الجهات الرسمية المعنية.

لقد أصبح البعض يستغل هذا الوقت لتمرير أجندات مُعينة يمرر من خلالها رؤاه وافكاره الخاصة مثل أن من أسباب ارتفاع نسب الطلاق- على سبيل المثال- تأثير الحركات النسوية وعلوم غير مسؤولة كعلوم الطاقة والبرمجة العصبية وتسريح بعض الأزواج من العمل أو عدم القدرة المالية والتنافس في المظاهر وتأثير وسائل التواصل وكثرة خروج الزوجات إلى المولات والمقاهي وقلة الوازع الديني وانشغال الأزواج وعدم تحملهم المسؤولية إضافة إلى القات وكثرة طلبات الزوجات وحتى التقاعد المبكر وأمور أخرى كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان.

قد يكون الغرض من ذلك لدى هؤلاء شريف ودعوات منهم لتقويم المجتمع إلا أنه من جانب آخر يولد قناعات لدى المتلقي عموماً بأنَّ هذه هي أسباب ارتفاع نسبة الطلاق وبالقضاء عليها تنتهي المشكلة بينما أبسط الردود على مثل هؤلاء نقول إنَّه بالقضاء على كل ما أشاروا إليه في أي مجتمع لن تنتهي معه فقط مشكلة ارتفاع نسب الطلاق؛ بل سيتحول هذا المجتمع إلى المدينة الفاضلة وتنتهى معظم مشاكله من أساسها. ومن جانب آخر لو سلمنا بما أشاروا إليها كأسباب لأصبحت دول  كثيرة تعاني بدورها من كل ماذكروه وأكثر منا بمراحل وعلى مدى سنين قبلنا يفترض أن تكون نسب الطلاق لديهم أضعاف أضعافنا وهذا غير صحيح تمامًا.

إن نقطة الالتقاء التي ذكرت في تغريدة المغرد أعلاه والتي يستمر عندها السكون والاستقرار والاستمرار بين الزوجين أو يبدأ التنافر وبالتالي الفراق والطلاق هي المنطقة التي يجب تمحور أي بحوث رسمية جادة من مختصين أكفاء فيها للطلوع بالحلول الناجعة لهذه المسألة.

أخيرًا وليس بآخر، لقد توجهت إلى المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بظفار وجلست مع بعض المسؤولين عن هذا الشأن واطلعت منهم بمختصر مفيد دون الخوض في التفاصيل لأن الشيطان يتواجد فيها، مفاد هذا المختصر بأن نسبة الطلاق حتى في محافظة ظفار لا يرقى لحد تسميته "ظاهرة" وما يزال الأمر مجرد حالات طبيعية يمكن معالجتها