من هو المفسد؟ ومن هم دعاة الفساد

لطالما كتبنا عن هذا وذاك، وقلنا إن هذا فاسد، وذاك مفسد، وتلك الجهة فاسدة، وذاك المكتب عشش وخيم فيه الفساد، كل هذه الأسئلة، وكل تلك التساؤلات تمر كل يوم أمام أعيننا، ونرأها مثل شريط الذكريات تمر بنا في كل يوم.


كل يوم استيقظ في الصباح، واقراء الآلاف الرسائل، ومثلها ويزيد في منصات التواصل الاجتماعي، كميات كبيرة جدآ جدآ لاةتعد ولا تحصى من الرسائل، بعضها إيجابية وأكثرها سلبية، كل واحد يقول الفساد، والقاضى على الفساد، إلى متى سوف تظل تلك الأسئلة تتكرار علينا.


ألم يحن الوقت لكي نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا! ألم يحن الوقت كي نحاسب أنفسنا! ألم يحن الوقت لكي نقول كفى ما نحن فيه من العبث، أن الجميع شركاء في هذا الفساد، نعم، الجميع شركاء فيما يحدث فينا اليوم، بعد عن الله، ومحاربة لله ورسوله في كل يوم وفي كل ليلة، ثم مع الصباح الباكر بدلاً من أن نفتح صفحة جديدة، نعيد ما بدأناه في الامس وبشكل أكبر وأقوى من أمس..


لقد كتب الكاتبون الصادقون والمخلصون بما فيه الكفاية، اليوم يجب أن نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا أولا، ومن ثم مع مجتمعنا، لاسيما الهوامير الذي يمسكون زمام الأمور في البلد بشكل عام وفي كل محافظة بشكل خاص.

وهنا أوجه رسالة لهم تذكروا الفقراء والمساكين والمحتاجين، تعهدوا من تقطعت بهم السبل، لا سيما في هذه الظروف والاحوال التي اهانت كل عزيز واذلت كل شريف، وتذكروا أن في عام الرمادة وسبب تسمية لسنة قحط وجدب وجوع أصابت المدينة المنورة، وما حولها زمن خلافة عمر بن الخطاب، فيه صارت الأرض كلّها سوداء، فشبّهت بالرماد، وفي ذلك تعليل التسمية بعام الرمادة.

وقد نقل أن عمر عسَّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة، فلم يجد أحداً يضحك، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة، ولم ير سائلاً يسأل، فسأل عن سبب ذلك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إن السؤَّال سألوا فلم يعطوا، فقطعوا السؤال، والناس في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون».

لجأ الناس إلى أمير المؤمنين فانفق فيهم من حواصل بيت المال مما فيه من الأطعمة والأموال حتى أنفذه. ألزم عمر نفسه أن لا يأكل سمنا ولا سمينا حتى يكشف ما بالناس. فكان في زمن الخصب يبث له الخبز باللبن والسمن ثم كان عام الرمادة يبث له بالزيت والخل، وكان يستمرئ الزيت ولايشبع مع ذلك فاسود لون عمر وتغير جسمه حتى كاد يخشى عليه من الضعف. كذلك أكثر عمر بن الخطاب من التضرع والابتهال كما خرج لصلاة الاستسقاء

ثم لجأ الناس إلى أمير المؤمنين فانفق فيهم من حواصل بيت المال مما فيه من الأطعمة والأموال حتى أنفذه،  ثم ألزم عمر نفسه أن لا يأكل سمناً ولا سميناً حتى يكشف ما بالناس، فكان في زمن الخصب يبث له الخبز باللبن والسمن ثم كان عام الرمادة يبث له بالزيت والخل، وكان يستمرئ الزيت ولايشبع مع ذلك فاسود لون عمر وتغير جسمه حتى كاد يخشى عليه من الضعف، كذلك أكثر عمر بن الخطاب من التضرع والابتهال كما خرج لصلاة الاستسقاء.

أنني هنا لا اريد أن أعرض لكم عرضاً تاريخياً، ولكنني هنا اريد ان اذكر نفسي أولئك الذي جثموا على نفس الناس، فاهلكوهم في معيشتهم أن يتذكروا فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة، حيث أنه أوقف حد السرقة، ولم يعطله، ولكن اوقف تنفيذه لما نزل بالناس من فقر وجوع وقحط، وانا هنا لا اقول لحكومتنا أن تفعل ذلك، ولكن أقول لهم اتقوا الله في رعيتكم، أن تعيشوا انتم واهلكم في رخاء وشعبكم يموت جوعاً وقهراً وفقراً والالماً

فقط تذكروا إخوانكم الفقراء والمساكين والمحتاجين...

 *ودمتم سالمين*