الإعلام الجنوبي .. الأفق والتحديات 

يعتبر الإعلام رسالة مهنية سامية له الدور الأكبر والأبرز في تشكيل الوعي المجتمعي وتثقيف أفراد المجتمع وحماية النسيج الإجتماعي عبر زرع المبادئ والقيم التي ترتقي بالأفراد والمجتمعات كما أن الإعلام يشكل السلطة الرابعة في كل دول العالم ويساعد في حماية الحقوق والحريات.

ونعرف جميعاً الظروف الصعبة التي مر بها الإعلام الجنوبي بعد حرب صيف 94 الظالمة من التهميش والاقصاء والحرمان لمنتسبيه على أيدي قوى الإحتلال خوفاً من إيصال صوت ومظلومية شعب الجنوب ، لذلك لجأت الى التعتيم الإعلامي وترهيب الصحفيين وعسكرة الحياة الصحفية والمدنية في الجنوب.

اليوم وبعد ثلاثين عام من حرب صيف العام 94 التي شنتها قوى الإحتلال اليمني على الجنوب نجد أن هذه الحرب مازالت مستمرة على الجنوب عسكرياً وخدمياً وإعلامياً، وفي هذا المقال سنتناول الحرب الاعلامية التي تشنها قوى الإحتلال على شعب الجنوب وكيفية مواجهتها.

 يواجه الإعلام الجنوبي اليوم تحديات كبيرة للدفاع عن شعب الجنوب وقضيته العادلة ويجد نفسه وحيداً في مواجهة آلة إعلامية رهيبة وجبارة يملكها أعداء الجنوب تتمثل بأكثر من عشر قنوات فضائية وعشرات المواقع الالكترونية وآلاف من الحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي التي تعمل ليل نهار على بث سمومها وتستهدف قضية شعب الجنوب وقيادته وقواته المسلحة والأمنية محاولة إفقاد القيادة السياسية لحاضنتها الشعبية ، كما تقوم بتأليف الإشاعات وفبركة الأكاذيب ، بالاضافة إلى محاولات شق الصف واللُحمة الجنوبية من خلال زرع المناطقية وتغذيتها على حسابات وهمية في مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث تقوم بأنشاء حسابات بمعرفات جنوبية لمناطق معينة وتسب من خلالها مناطق أخرى في الجنوب محاولة إيقاع الفتنة بين أبناء الجنوب ، كما تعمل على تشويش عقل المواطن الجنوبي وتسبب له الإرباك من خلال بث كل تلك الأكاذيب. ناهيك عن قنوات الاخوان والقنوات المعادية لمشروع شعب الجنوب والتي تحركها وتتبناها بعض دول الاقليم والميزانية المهولة التي تقف وراء كل ذلك.
   
كل ما سبق ذكره يواجه بقناة وحيدة هي قناة عدن المستقلة وبعض المواقع الالكترونية الجنوبية إضافة الى حسابات الناشطين الجنوبيين.

لذلك فنحن اليوم صحفيون وإعلاميون ومثقفون ومواطنون أمام مسؤولية كبيرة تستدعي الوقوف بكل حزم أمام الممارسات اللا أخلاقية والسموم التي يبثها أعداء الجنوب عبر إعلامهم وذلك من خلال :

-عدم التعاطي مع الاعلام المعادي .
-عدم التعاطي مع الحسابات التي تسيئ الجنوب وقضيته لا بالمتابعة ولا التعليق ولا المشاركة.
-ضحد الاشاعات التي يروج لها أعداء الجنوب.
-عدم نشر أو مشاركة أي منشور  يقلل من قضية شعب الجنوب أو يستهدف قيادته وأمنه وقواته الأمنية و المسلحة.
-توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي بما يخدم قضية شعب الجنوب..
-فضح الممارسات التي تقوم بها قوى الاحتلال المتخفية برداء الشرعية.
-فضح التعاون والتخادم بين مليشيات الحوثي والإخوان المسلمين.
-كشف الدور المشبوه الذي تقوم به الحكومة في التضييق على شعب الجنوب في الخدمات والمعيشة خدمة لجماعة الحوثي.
-فضح كل من يستهدف شعب الجنوب ويقف خلف معاناته.
-تقوية الجبهة الاعلامية الجنوبية ودعم الحسابات التي تدافع عن قضية شعب الجنوب.
-انشاء مواقع اعلامية جنوبية متخصصة بالتصدي للإشاعات والأكاذيب.
-فضح ممارسات وجرائم مليشيات الحوثي والتأكيد على استحالة التعايش معهم.
-حث القيادة السياسية على فتح أكثر من قناة تخاطب فيها المجتمع الدولي وتوصل صوت شعب الجنوب وعدالة قضيته وحقه في استعادة دولته على حدود ماقبل 22 مايو 1990م.
-تأهيل الكادر الاعلامي الجنوبي وتسليحه بكل ما يحتاج للوقوف أمام الاعلام المعادي.

وفي ختام المقال لا يسعني إلا أن أشيد بفرسان الاعلام الجنوبي أصحاب الرسالة السامية و الذين يبذلون جهودا كبيرة للدفاع عن شعب الجنوب وقضيته رغم شحة الإمكانيات يدفعهم ايمانهم بعدالة قضيتهم ووفاءهم لدماء الشهداء التي روت أرض الجنوب من حوف الى باب المندب.