يا لوماه عليكم

محدثكم دكتور يحمل لقب أستاذ مساعد في كلية التربية لودر جامعة أبين راتبي لا يفي بمتطلبات الشهر بعد حذف اللحمة والدجاج والصيد، واقتصرنا على البطاط والبصل نشتريه من لودر بحكم أننا نأتي في رحلة عمل أسبوعية من عدن إلى لودر، وبحكم أنه يعتبر أرخص مقارنة بأسعاره في عدن. 

   المهم بعد وصولي إلى لودر أديت المحاضرة لطلابي الثلاثة ثم انطلقت صوب القرية فقد سمعت عن تسجيل لعمال لجني الطماطم في إحدى مزارع المنطقة، فسألت عن الشخص الذي يسجل، وتحصلت على رقمه وحمدت الله على حصولي على رقم هذه المسجل ليسجلني ضمن العمال الذين سيذهبون لجني الطماطم. 

   بعد حصولي على رقم المسجل اتصلت عليه وقلت له أريد التسجيل عندكم في المجموعة الذين سيجنون الطماطم يوم غد، فقال لي: والله تم التسجيل ولكن تعال بكرة لو في نقص، أي إذا لم يأت أحد من المسجلين سنجلك بدلًا عنه. 

  بعد صلاة الفجر انطلقت صوب المزرعة حاملًا معي ملفًا يحوي كل مؤهلاتي والبطائق التعريفية وجواز السفر، و12 صورة، ووقفت على سوم المزرعة، وتقدمت صوب المسجل الذي تفاجأت بأنه أحد تلاميذي الذين درستهم، فرحب بي، وناولته ملفي وفيه كل وثائقي البطاقة الالكترونية والبطاقة الممغنطة وجواز السفر وشهادتي للثانوية العامة والبكالوريوس والماجستير والدكتوراة وقرار التعيين في الجامعة وقرار التثبيت في الجامعة وقرار اللقب العلمي مدرس، وقرار اللقب العلمي أستاذ مساعد، فأخذ يتفحص ملفي وهو يضحك، ويقول: يا أستاذ حفظك الله أنت موقعك مش هنا، وهذا الملف لا يقدم في جربة، التسجيل لا يحتاج لشهادة دكتوراة ولا لبطاقة ولا لجواز. 

  المهم لكم بعد أن حاضرني تلميذي محاضرة طويلة وكانت كل كلمة تخرج من فيه ( جخره) تكاد تصرعني من فوق سوم الجربة، ولكنني تماسكت، وثبت، وكنت رابط الجأش لعلي أفوز بعمل في المزرعة، وقال: هذا الشغل لا يناسبك يا دكتور، وقال: نحن بحاجة لشباب وأنت قد نظرك تعب بسبب البحث العلمي، وظهرك كذلك، وربما تجني لنا سلة طول النهار ونحن نحتاج لشباب يطن طنين، ثم نادى على أحدهم قائلًا له: أعط الأستاذ خصار اليوم، وقال: شل ملفك يا دكتور عند العليمي ونوابه وقل لهم: يقول لكم محمد: يا لوماه عليكم.