الكاتب المبدع أبو زين الوليدي في ميزان التميز

بقلم د. أمين صالح العلياني الردفاني*

    إن البحث عن سمات الكاتب المبدع ناصر الوليدي يجده يمتاز عن غيره من الكتاب بميزات عديدة وصفات حميدة وهذا ما سيجبرك في البحث العميق إلى أن تكتشف (عشر )ميزات تميز هذا الكاتب الجهبذ عن غيره، وسيساعدك هذا التصور على البقاء في التشبث بصوابية الحكم النقدي، ويجعل من صوابيته مصدر إلهام، تصبح نسخة أفضل من غيره من حيث الكتابة والتفوق في أساليبها الكتابية وميزها الإبداعية.. 

عندما تقتضي أمانة الكلمة أن تسطر العبارات عن كاتب قرأت له ما ألف وما ينشر من خواطر وكتابات بوزن الكاتب المخضرم أبي زين الوليدي لوجدت كاتبًا يحمل مسؤولية العبارة وعمق فكرتها ويحترم رغبتها في الحديث عن مضمون الفكرة العميقة التي تتأتى من خلفية معرفية كبيرة ومخزون فكري ثرٍ، على الرغم من أن مسؤولية الكتابة في زمن التحولات صعبة. سواء كانت تلك المسؤولية الشخصية أم الجمعية، غير أنها في الأخير تكون كاشفة عن شخصية كاتب كبير في ثقافته الواسعة وفي مصادرها، بين رحلة وترحال وقراءة عميقة في مجالات الفكر في نواحي الحياة المختلفة؛ لهذا يظل الوليدي علمًا بارزًا يجمع بين الحماس والتركيز على أهداف منظومته المعرفية والدينية والثقافية والسياسية.

ويحاول الكاتب ناصر الوليدي أن يقدم نظرة ثاقبة حول ما يلزم لتكون فحوى أفكاره عظيمة، توفر الإلهام للقارئ الواعي على تحديات الثقافة، وإرشادات حول بناء معرفي ناجح. سواء كانت أفكاره التي تبحث عن الإلهام في السير بالقارئ نحو نواح شمولية، أو الدافع للتغلب على معوقات المعرفة الصعبة ، أو ببساطة القليل من التشجيع لمواصلة المضي قدما نحو الأفكار التي تخدم المعرفة الدينية الوسطية والثقافية بشكل عام، فمن المؤكد أن هذه الانتاجات الابداعية ساعدته في التعمق لكي يحصل على الحضور الواعي من نوع القارئ الذي يوازي ثقافته أو يبني معمار ثقافة متجهة نحو هذه الغاية من دون مبالغة أو تحيز.

ومن هنا يمكن القول: إن الكاتب أبا زين الوليدي ملهم في تيسير منظومته الثقافية بروح وطنية مثالية بعيدا من المشاحنات السياسية، ويحاول على تقديم أفضل ما لديه في الفكر الذي يجعل ما يكتب أكثر استقرارا في وعي متلقيه .

ومن خلاص ما سبق يمكن أن نستخلص أن الكاتب ناصر الوليدي يتميز بالآتي: 

1. القدرة الإبداعية على إنتاج المعرفة بالنسبة له هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع.

2. قبل أن يكون كاتبا؛ فالنجاح هو كل شيء عن تنمية شعور بالنجاح. عندما تصبح كاتبا ومنتجًا معًا ، فإن النجاح هو كل شيء عن تنمية الآخرين.

3. الكاتب الوليدي عندما يتقلد مهارة الكتابة كان هو الأفضل عندما يعرف خواص متلقيها بالكاد أنه موجود، وعندما يتم عمله، يتحقق هدفه، سيقولون: بالتأكيد مبدع فيما قرأ وفيما استدعى وفيما رصد وحلل وثم انتج.

4. الكاتب الوليدي هو حالم في آماله ليكون همه الأول والأخير كيف يحقق التنمية المعرفية بوصفها الأمل قبل أي مكاسب أخرى .

5. الكاتب الوليدي لا يحتاج إلى لقب ليكون كاتبا. بل يحتاج إلى صفات متعددة تجعل منه شخصاً يمتلك فراسة يعرف بها القارئ الذي يختاره بعناية ليكتب له.

6. الكاتب الوليدي هو الذي يرى أكثر مما يرى الكثيرون، والذي يرى أبعد مما يراه الآخرون ، والذي يرى قبل أن يرى الآخرون.

7. يتمتع الكاتب الوليدي بعزيمة ومثابرة أعلى، وأن يكون قادرا على تحمل مالا يستطيع كثير من الكتاب تحمله في إنتاج معرفة نقية هادفة.

8.. الكاتب الوليدي من النوع الذي يؤمن أن الفكرة لا تولد بل تصنع بحس ووجدان وفكر عميق، وهي مصنوعة تماما مثل أي شيء آخر ،بل يؤمن أن توصيلها يصنع من خلال العمل والانتاج الماهر. وهذا هو الفضاء الابداعي الذي يتعين عليه دفعه لتحقيق هذا الهدف، أو أي هدف.

9. .الكاتب الوليدي تكون الثقافة لديه أو في تعريفه الخاص هي: القدرة والإرادة لحشد الوعي الذي صنع الجيل المأمول في ثقافته الوسطية التي تمنح السلام في أجمل معانيها لتحقيق هدف مشترك وشخصية تلهم الثقة.

10. الكاتب الوليدي يرى أن الثقافة هي رفع رؤية الشخص إلى مشاهد عالية، ورفع أداء الشخص إلى مستوى أعلى، وبناء شخصية تتجاوز حدودها الطبيعية.

  • تلك عشرة كاملة.. وللحديث بقية.

*أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة لحج