نحن مجتمع متعود على رؤية المنقبات.
حينما وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بكافة انواعها لفت نظري موضوع النقاب الذي بات يتصدر صفحات الفيس بوك ،مما جعلني افكر ان يكون موضوعي هذا المساء على النقاب أو ما يسمى الحجاب الذي ترتدئه المرأة اليمنية بقناعتها ولم تكون مجبرها على ارتداءها مهما كانت الظروف خصوصاً في مجتمعنا اليمني الذي تحكمه العادات والتقاليد منذ القدم.
النقاب بالنسبة للمرأة اليمنية عادة، وليس له أي علاقة بدرجة الالتزام الديني وليس دليلا على التقوى، غالبية النساء منقبات، الملتزمة والمنفتحة، التي تصلي والتي لا تصلي ،النقاب لا علاقة له بكون الفتاة "مطوّعة" أو ترتديه كونه فريضة دينية. ولا علاقة له بالحشمة والأخلاق.
ولأن الفتاة منذ الصغر متآلفة مع النقاب، وتراه في بيئتها ومحيطها النسائي، فهي لا تشعر بأنه فرض عليها فرضا.
لذلك هي تعتقد بأن ارتداءها للنقاب هو قناعة شخصية، بينما لو قررت يوما الخروج كاشفة الوجه، فستكتشف حقيقة الأمر. عندما لن يُسمح لها بذلك، وقد يصل الأمر للعقاب والتعنيف لدى الأسر المتشددة، المتشددة ليس فقط دينيا، وإنما قبليا ومجتمعيا.
متى يكون النقاب أو الحجاب قناعة ذاتية وقرار شخصي، إذا امتلكت الفتاة الحق التام والحرية في أن تتركه إن هي قررت ذلك.
تآلف المنقبات واعتيادهن على النقاب،. لا يعني تصالحهن معه وتقبلهن له.
نحن في مجتمعنا معتادون على رؤية المنقبات، لذلك لا نستشعر حقيقته، كونه غطاء يحجب هوية الانسان، ويخفي ملامحه.
ومن المجحف أن نلوم الفتاة ونلقي عليها بمفردها مسؤولية وعواقب تركه، ونتهمها بالخضوع لعادات المجتمع، هي مسألة تتعلق بمستوى وعي المجتمع ككل، وظروفه المعيشية وانفتاحه على التغيير.