مصنع أسمنت الوطنية بمنطقة بله ينذر بتداعيات كارثية!!..
بقلم / محمد سعد الردفاني.
باتت مناطق المسيمير وردفان وما جاورهما اليوم على موعد قريب لهبة شعبية عارمة، لإزالة سنوات من الظلم الواقع عليهم، وذلك من قبل الشركة الوطنية للأسمنت التابعة لأولاد هائل سعيد أنعم، تلك الشركة التي عمدت إلى جانب استحواذها على خيرات المنطقة من اسمنت ومعادن أخرى، بعد حصولها على عقد امتياز للاستثمار الحر من قبل نظام صالح، عمدت إلى تشغيل مصنع الأسمنت من خلال بناء محطة للفحم الحجري لخفض تكاليف الوقود المطلوبة لأعمال التصنيع المختلفة، ضاربة عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية المشرعة لإقامة مثل هذه المنشآت الخطرة، والتي تحظر قيام مصانع تعمل بالفحم الحجري على مقربة من المناطق السكنية.
إن لجوء شركة هائل سعيد أنعم إلى تشغيل مصنع أسمنت الوطنية الكائن في
منطقة بله بالمسيمير بالفحم الحجري يعد جريمة مكتملة الأركان، وقد خرج سكان المناطق المجاورة في احتجاجات غاضبة، وقدموا أكثر من رسالة للسلطات المحلية في المحافظة، لكن لا جدوى تذكر.
ولكن سيستمر التصعيد والفعاليات السلمية الرافضة لاستمرار عبث وظلم أولاد هائل وإيغالهم في تبديد مقدرات المنطقة، حتى تلبى كامل مطالبهم برفع محطة الفحم وإزالة مخلفات المصنع من المواد الملوثة، ولن تفلح ممارسات التهديد بالقمع والرفض المطلق للمطالب المحقة، بالوقت الذي يعيش فيه أهالي المنطقة في حالة من الفقر المدقع والبؤس، وغياب لمعظم البُنى التحتية وانعدام حاد للخدمات الأساسية.
لم تكتف شركة هائل بحرمان أبناء المنطقة من النسب المستحقة لمناطقهم من عوائد إنتاج الأسمنت، بل عملت أيضا على تقليص أعداد العمالة من أبناء المنطقة في المصنع، وتشغيل أعداد أخرى منهم في أعمال خطرة.
لقد آن الأوان لأبناء المديريات المجاورة لمصنع الأسمنت، لمغادرة مربع الصمت، والخروج في احتجاجات رفضا لحالة الاستهتار بأرواح وممتلكات المواطنين، إذ فقد تسبب هذا المصنع في إصابة المواطنين بأمراض خطيرة وعاهات دائمة، علاوة عن تلف المحاصيل الزراعية وتلوث المياه والتربة، ووصلت أضرار المصنع إلى مناطق جغرافية تبعد عنه بعشرات الكيلو مترات، ومن المتوقع توسع أضرار ومخاطر هذا المصنع إلى مناطق بعيدة لم تصلها من قبل.