تنامي ظاهرة الانحلال الأخلاقي بالدول العربية
منذ أكثر من عقد ونصف من الزمان والأمة العربية تتدرج في التراجع والانهيار العسكري والسياسي والديني والثقافي والفكري والقومي والاجتماعي والانساني والأخلاقي.
حيث تشهد العديد من الدول العربية صراعات وحروب داخلية وكوارث اقتصادية وإنسانية واجتماعية ومآسي معيشية وأخلاقية، بينما تمر الدول العربية الأخرى بأسوأ مراحل الضعف والانحراف السياسي والانحلال والفساد الأخلاقي، حيث تتسابق هذه الدول على العمالة والتقرب من الغرب وأمريكا والاعتراف بالكيان الصهيوني، وتحسين وتطوير العلاقات مع حكوماته الإجرامية.
والشيء المؤسف أن هذه الدول لم تكتفِ بكل هذا الانحطاط والتدني الحكومي والرسمي، وإنما سقطت إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث قامت بالتفريط بالثوابت الدينية، وتفكيك هوية الأمة العربية والإسلامية، والسعي لإنشاء جيل متخبط الفكر والمبادئ، غير متمسك بقيمه العربية الأصيلة والإسلامية السمحاء من خلال التشريع لإباحة الانحطاط الأخلاقي، وفتح مراكز ومنتزهات ومنتجعات اللهو والاختلاط والتبرج والسفور، وبيع المشروبات الكحولية، وبث الأفكار الغربية الفاسدة التى تدعو إلي الانحلال والانحطاط والرذيلة داخل المجتمعات العربية والترويج لها عبر وسائل الإعلام وبرامجها المختلفة.
إن مظاهر الانحلال الأخلاقي والفساد الاجتماعي التي نشاهدها اليوم داخل مجتمعاتنا العربية المسلمة تساهم بشكل كبير في نشر ثقافة مُنحلة وفاسدة خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا كشعوب عربية وإسلامية، وتساهم بتدمير الشباب الذين يُعدّون العنصر الرئيسي في بناء الشعوب والمجتمعات من خلال إبعادهم عن المبادئ والقيم الأصيلة النابعة من قيم الدين الإسلامي وشريعته السمحاء، وتسهل السيطرة عليهم وغزوهم فكرياً ليكونوا أداة هدم لشعوبهم بدلًا من أن يكونوا أداة بناء لمجتمعاتهم.
إن الحكومات المنحرفة تظن بأنها وبسياستها الفاسدة وأخلاقياتها الهدامة وممارساتها البذيئة ستقنع الشعوب العربية بأن هذه الأعمال الاباحية هي أعمال راقية وحضارية وهي مصدر لجذب السياح ورفد الخزائن العامة ، لكن كل تلك الأعذار والمبررات الواهية لا يمكن لها أن تغطي الحقيقه الواضحة التى تؤكد سعي هذه الدول الى تنفيذ أحد بنود التطبيع الخفية وإرضاء دول الغرب وأمريكا وتأمين كراسيهم المهددة.
أخيراً .. نقول لقيادات هذه الدول الماجنة التي هوت إلى وادٍ سحيق من الغي والضلال والي المتاجرة والمجاهرة بأعمال الرذيلة والانحلال الأخلاقي، إن التخلي عن أخلاق الدين الاسلامي طامة كبرى ومصيبة عظمى بها تزول الأمم وتسقط عروش الفاسدين والمنحرفين..
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا