الغناء.. من وجهة نظر شرعية.!!
بقلم / منصور بلعيدي
ضجة كبيرة اثارها جهلا المسلمين او خبثائهم ( من وراء ستار) عن تحريم الغناء واوردوا آثار مشتبه بها او فسرت بمخالف المقصود منها وكلها ركيكة المعنى ضعيفة الدلالة ولا تعطي حكماً قطعي الثبوت وانما ظنيات هشة تم توظيفها لمئارب اخرى.
ومنها ما روي عن ابن مسعود انه قال عن قول الله : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: انه لايراه الا الغناء ، فهذا قول مشكوك في صحته ، لان الغناء لايضل صاحبه عن سبيل الله.
والاضلال هو الخروج من الملة ولايقول عاقل بان الغناء يخرج صاحبه من الملة.
وقوله تعالى: ( ويتخذه هزواً) والفنان او المستمع لايتخذ الغناء استهزاء بدين الله ، ومن الغبى البين من يقول بهذا القول.
الغناء كان معروفاً عند العرب قبل الاسلام مع ادواته الموسيقية وان كانت بصورة بدائية..
وجاء الاسلام ليقره كافن من فنون العرب.. وبعد الاسلام ظل موجوداً.
والحديث الصحيح الذي اورده البخاري في باب ( سنة العيدين عند أهل الاسلام) وذكر فيه حديث عائشة رضي الله عنها عن الجاريتان اللتان كانتا تغنيان في العيد وفي حضرة رسول الله ص يؤكد عدم تحريم الغناء..
وجاءت امراة مغنية عند الرسول ص فقال لعائشة: أتعرفين هده؟!
فقالت: لا
قال: انها غينة بني فلان اي مغنيتهم ( مطربة) بلغة العصر.
اتحبين ان تغنيك قالت نعم.. فاعطاها وغنت لعائشة.
وذات يوم جاء الرسول ص الى عرس وكانت فيه امراة تغني وتضرب بالدف فلما رأت الرسول ص قالت: وفينا نبياً يعلم مافي غدٍ...
فقال لها الرسول ص لا تقولي هدا ولكن قولي: اتيناكم اتيناكم فحيونا وحياكم.
وكان الغناء موجوداً في زمن النبي ص وكذلك ادوات الطرب والمعازف مثل: (المزهر) وهو مايسمى اليوم بالعود وكان معروفاً عند العرب.. ولم يحرمه الاسلام.
كان الرسول ص ذات يوم في سفر ومعه الصحابة وفيهم رجل اسمه (انجشة) وكان صوته جميلاً فكان يغني للركب كي تحث السير وتصبر على طول السفر وتلك عادة عربية قديمة.
وكان في الركب نساء في الهوادج فقال الرسول: رفقاً بالقوارير يا انجشة اي ترفق بالنساء فانك ستهيجهن بصوتك الجميل.
ولم ينهه او يزجره او يقول له هدا حرام توقف عن الغناء بل طلب التخفيف منه او خفض صوته خوفاً على تأثر النساء بصوته الجميل..ذلك لان الغناء ايس حراماً والا لنهاه..
مثلما حدث ذات يوم ان قال رجل للرسول ص : ماشاء الله وشئت يارسول الله.. فزجره النبي وقال: أجعلتني لله نداً قل ماشاء الله ثم الرسول.
وفي عصرنا الحالي قال الشيخ الشعراوي ان الغناء ليس حراماً مالم يلهي صاحبه عن الواجبات.
وقال اهل التصوف: الغناء كلام.. والكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.
والرسول ص حثنا على التغني بالقران
فهل التغني بالقرآن حرام؟!
قال ابن باز:
إن التغني بالقرآن مأمور به شرعًا، فقد جاء في صحيح البخاري، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن. أي: يحسن به صوته، كما جاء في بعض معاني الحديث. وحديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله: «زينوا القرآن بأصواتكم».
وذلك ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا. أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد)، باب (قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر..).
وهذا غناء بصوت المقرئ مثل الغناء بصوت الفنان.. كله غناء.
وفي المجمل فان تحريم الغناء يعد افتئات على دين الاسلام وتشدداً في غير موضعه..
فالغناء من المباحات الكثيرة في منهج الاسلام الرحيب.