اللاعب الخفي من يشعل الحرب... ومن يخطط لما بعدها؟
لم يعد الصراع في الشرق الأوسط مجرد مواجهة بين طرفين، بل أصبح مشهد معقد تحركه قوى معلنة وأخرى خفية تدير الأحداث .
لطالما التصقت التهمة بالولايات المتحدة، باعتبارها الفاعل الرئيسي في رسم مصير المنطقة لكن ما نعيشه اليوم يكشف عن تعقيدات تتجاوز هذا التصنيف التقليدي
واشنطن رغم نفوذها تقف في موقع متردد لا تبادر بالحسم، ولا تنسحب كليا
وهنا السؤال
هل هي من تدير المشهد فعلا؟
أم هناك من سبقها بخطوات في إدارة داخل اللعبة؟
المراقب لما يجري يدرك أن شكل الحرب تغير ..
الهجمات ليست عبثية، والاستهدافات ليست عشوائية، والغايات لا تقتصر على كسب أرض أو ردع عدو
هناك مشروع أعمق..مشروع طويل الأمد لإعادة تشكيل المنطقة سياسا، اقتصاديا ، وثقافيا ، شرق أوسط جديد يشكل في الظل، لا يشبه ما عرفناه سابقاً.
مخطط وراءه طرف لا يتصدر المشهد
ولا يشارك في المؤتمرات، لكنه حاضر في كل تصعيد، وفي كل فراغ يخلق، وفي كل دولة تنتهك وفي كل صراعات المنطقة ومعظم تدخلاته في أشكال محلية .
تحالف دولي صامت، أو محور مصالح غير مرئي، أو حتى مراكز قوى لا تتبع لأي دولة، بل تخطط لعالم ما بعد التفكك.
هذه الحرب ليست وليدة الصدفة، ولا نتيجة الفوضى
هي تدار وتتعب الجميع دون أن تنتصر جهة واحدة وأخطر ما في هذا الصراع حين ينتهي وتأتي مرحلة الإعمار ، يخرج اللاعب الخفي ليضع الشروط ويرسم المخططات ويعيد تشكيل الخارطة كما يريد.
نحن لا نعيش حربا واحدة...بل حروب متزامنة على الأرض ، في الإعلام، وعلى العقول.
وسيأتي يوم قرب أو بعد، يقال فيه !! لقد كانت ترى الصورة بوضوح !..