بين تجاهل الأمس واستفزاز اليوم.. إعلان حلف قبائل حضرموت للتجنيد يُربك المجلس الرئاسي
قالها الحضارم في لحظة حاسمة، دعاة العلم والسلم، ولكنهم رجال الحرب حين تُهدد كرامة حضرموت. عندما تذكر الحضارم، تذكر تاريخًا ناصعًا مليئًا بالعزّة والصمود، تاريخًا يسطّر بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ. حضرموت ليست مجرد أرض، بل هي قصة شجعان لايعرفون الخضوع.
هنا صوت الشعب المظلوم، هنا حلف قبائل حضرموت، القوة المسلحة التي لا ترضى بالذل، والتي تقف سدًا منيعًا في وجه كل من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار. وهنا أيضًا مؤتمر حضرموت الجامع، القوة السياسية التي لا تتراجع عن مطالبها المشروعة، وتظل حامية للمصالح العليا لأهل حضرموت.
لقد حاولت بعض المكونات السياسية بالأمس تقسيم حضرموت عبر إنشاء مكونات سياسية تحمل نفس الاسم والشعار، كمكون "كتلة حلف وجامع حضرموت من أجل الجنوب"، ومكونات أخرى مدعومة بأموال ضخمة بهدف تفتيت القوة السياسية للمجتمع الحضرمي. كما سعى البعض إلى شراء الذمم من خلال دعم أطراف معينة وتقديم الأموال لتوجيه مواقفهم لصالح أجندات خارجية، لكن الحضارم أثبتوا مرة أخرى أن لا قوة تستطيع كسر إرادتهم، ولا مال قادر على تحريف قضيتهم. يبقى حلف قبائل حضرموت ومؤتمر الجامع شامخين، ويهدم كل مكون يسعى لتفتيت الوحدة الحضرمية أو تغيير مواقفها الثابتة.
ويحدثنا البعض عن المليشيات، متهمين حلف قبائل حضرموت بالقوات غير القانونية، يالها من وقاحة! نسوا أن حلف قبائل حضرموت هو من قام بحماية المنشآت النفطية بأموال وجهود شخصية، حيث جندوا أبناءهم لحماية الاقتصاد الوطني في وقت كانت فيه الأوضاع متدهورة، وأنهم هم من حاربوا الإرهاب حتى جاء من يحقق مكاسب على حساب تضحياتهم. قدم حلف قبائل حضرموت شهداء في هذه المعركة، ورفدوا الجيش الوطني بالنخبة الحضرمية التي تشكل غالبيتها من أبناء القبائل، ليكونوا درعًا حاميًا للأرض والمقدرات. كما أن الإعلان عن تشكيل قوات حماية حضرموت بقيادة اللواء مبارك العوبثاني جاء ليكون ردًا حاسمًا على التهديدات والمخاطر التي تواجه أرضهم. هذه القوات تمثل الإرادة الحضرميّة في حماية الأرض والمقدرات، وهي ليست مليشيا كما يحاول البعض أن يصورها، بل هي قوات شعبية مشروعة لحماية الأمن الوطني.
نسوا أيضًا أن كل نائب في المجلس الرئاسي لديه مليشياته الخاصة، وكل واحد منهم يتلقى الدعم المالي والعسكري من الخارج لضمان مصالحه السياسية. فإذا كانت المليشيات ممنوعة، فلماذا يُسمح للمجلس الرئاسي بتكوين مليشيات خاصة بأعضائه؟ هذه ازدواجية في المعايير تكشف عن النفاق السياسي والتلاعب بحقوق الشعب.
اليوم، مع إعلان حلف قبائل حضرموت فتح باب التجنيد، يثبت الحضارم أن وحدتهم ليست مجرد شعار، بل هي واقع يفرض نفسه، وأن صوتهم لن يُسكت مهما كانت التحديات. حضرموت تقف الآن على مفترق طرق، وحين يدق ناقوس الدفاع، لن يتراجع أبناءها عن حماية أرضهم وأمنهم بأي ثمن .