العنف التربوي وأثره على تسرب الفتيات من التعليم  !

كتب/ الخضر البرهمي

أن المناخ العدائي أوفقدان الإنسجام التربوي التي فرضته بعض الإدارات المدرسية في مدارسنا اليوم ، سلوك خطير وغير مألوف أجبر التلاميذ وخاصة الفتيات على الهروب من المدرسة وجعلت الاطفال ينظرون إلى العالم من زاوية عدائية ذات محتوى متناقض ، وبالتالي اصبحت تلك الإدارات مع عدد من المعلمين والمعلمات يتباهون بتلك المظاهر السيئة كما تتباهى النساء  بمجوهراتهن وحليهن !

يمكننا أن نجد في هذا المثل الشعبي حاميها حراميها صورة للتهكم من المفارقات والهجوم البشع على تعليم الفتاة الغير منطقي والغير مرغوب في وظائف الأشياء ، فالأب والأم يشكلان من حيث الجوهر حماة الطفل ومصدر استقراره وأمنه وملاذه الجميل مهما كانت قساوتهما ، ولكن عندما يتعرض للعدوان من المدرسة فإن الأثر الممكن يكون كبيراً جداً بالمقارنة مع التسلط الذي قد يتعرض له من قبل أبويه فالخوف من المدرسة يعني أن الطفل قد خسر آخر معاقله الوجودية !

نحذر من ممارسة هذا العنف ضد الفتاة ، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار كذلك العقاب الفيزيائي والنفسي فهو يساهم في أضعاف البنية الذهنية والعقلية عندها  وعندما تفقد الأحساس نتيجة أهتزاز السياج الحامي لها المتمثل  في خوفها من المدرسة ، تفقد الثقة في نفسها وتلجأ للتعويض باشكال مختلفة اقلها الغرف في الوهم والخيال ، ومداها السلوكيات المعادية لمن حولها بألوانها القاتمة المختلفة ، وجوهرها الاكتئابي المستتر والظاهر !

إلى جانب العنف التربوي تأتي العادات والتقاليد التي هي عبارة عن أعراف وسلوك يتوارثها الناس في مجتمعنا المحلي ، وهي كذلك البنك الذي يملكه سكان اي منطقة  سواء كانت ريفية أو حضرية وقد لعبت هي الأخرى دور في تسرب الفتيات من التعليم بشكل واضح ولافت للنظر ، وباتت كارثة إنسانية تهدد مستقبلهن ، ظاهرة لايمكن الخلاص منها حين تسحق وتكسر أجنحة صغيرة لكائنات جميلة تتأهب للطيران في الغد !