وسجل يا تاريخ العشرين من أغسطس ...

د. سعيد سالم الحرباجي 

وحدها كتائب القسام القادرة اليوم على إعادة رسم الخريطة الجغرافية للعالم .
وحدهم المقاومون القساميون من سيعيدون الأمور إلى نصابها .
وحدهم فتية القسام من سيجعل ( النتن ياهو ) يجثو على ركبيته ، ويأتي صاغراً لتنفيذ اتفاق مع حماس وفقاً وشروطها ..

ذلك ما أكده مقاتلوها في ( العشرين من أغسطس  2025م) حينما أعادوا ( للنتن ياهو) 
صورة طوفان السابع من أكتوبر 2023م في ثوبها الجديد .

ففي الوقت الذي يزبد فيه ( النتن ياهو) ويرغي ، ويصرخ ككلب مستعور ، ويهدد باحتلال غزة ، وتهجير أهلها ...

يفاجئه طوفان ( العشرين من أغسطس  )  بعملية نوعية ، معقدة ، محكمة التخطيط ، خاض من خلالها شباب القسام معركة من مسافة الصفر مع جنوده في أماكن يعتقد الغبي أنه قد أمَّنها ، وأنَّها أصبحت تحت سيطرته المطلقة .

تلك العملية أثبتت أنَّ المقاومة لا زالت بخير ، وأنَّها قادرة على توجيه بُوصلة الأحداث لصالحها في الحرب والسلم ، وأنَّها هي وحدها من يملك زمام المبادرة ، وأنَّها صاحبة اليد الطولى  في ميدان المعركة .

طوفان هادر استمر لعدة ساعات نفذه عدة أفراد من كتائب القسام (قوات النخبة) دمٌَروا من  خلاله آليات العدو ، وأجهزوا على جنوده من مسافة الصفر ، وأصبح كابوساً مرعباً لعصابة الصهاينة ومن يقف خلفهم ، ومن يراهنون على استسلام حركة حماس وقبولها بشروط ( النتن ياهو ) ، وتحول الحدث إلى أيقونة الإعلام العالمي ، وتصدر نبأه كل وسائل التواصل الإجتماعي .

وهكذا تثبت قيادة حماس أنَّها  قادرة على خوض المعركة بجدارة وإن طالت ، وتؤكد أنَّها مستعدة لإدارة الحوار السياسي وإن كان معقٌَداً ، وتبرهن أنَّها صاحبة التفوق الإعلامي وإن كانت إمكاناتها محدودة .

عامان والمقاومة صامدة ، صابرة ، ثابتة ، بل ومبادرة للوصول إلى وكر العدو باقتدار ...
وفي المقابل استطاعت أن تستثمر ملف الأسرى بصورة مهنية ، وأن تُديره بطريقة احترافية حتى أصبح كابوساً يؤرق قادة الإحتلال، وأضحى كمعول هدم يفتت النسيج الإجتماعي الإسرائلي ...
 
  حتى أنَّ  (النتن ياهو ) قال صراحة : نحن نواجه { ثلاثة جيوش ) .
الأول : جيش المخربين ويقصد بهم المقاومة .
الثاني : جيش أهالي الأسرى .
الثالث : جيش الجزيرة .

وكل تلك الجيوش الثلاثة تم استثمارها بصورة فاقت كل التوقعات من قبل قيادة حماس .

وبكل المقاييس لقد  انتصرت المقاومة على جيوش العالم ، وكشفت حقيقة المتآمرين ، ومزٌَغت المجتمع الإسرائيلي ، وأشاحت اللثام عن الوجه القبيح للنظام العالمي ، وفضحت المتصهينين من العرب والمسلمين .

أي نعم التكلفة كبيرة والثمن  غالِِ ، والفاتورة باهظة ...
ولكنها ثمن الحرية التي يُرخص لها الغالي والنفيس .
ورحم الله الشهيد يحيى السنوار الذي ظل يردد وهو 
شاهر سلاحه قول شوقي :
وللحرية الحمراء باب ***
         بكل يدِِ مُضرجة يُدقُ 

ورحم الله شوقي حينما قال :
وَما نَيلُ المَطالِبِ بالتمني *               
      وكِن تُؤخَذُ الدُنيا غلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ منال 
 إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

لقد استطاع ( النتن ياهو ) تدمير الحجر ، والشجر في غزة ، وجرف مزارع المواطنين وحقولهم ..

لكن المقاومة دمَّرت بنية المجتمع الإسرائيلي اللقيط ، وصدٌَعت أركان دولتهم الهشة ، وهدَّمت حلم اليهود في إقامة دولتهم المزعومة ،  وجرفت لهم الويل والثبور ..

لن ترى إسرائيل بعد اليوم عافية إطلاقاً ، بل إنَّ ( النتن المطاع ) قد حفر قبر إسرائيل بيديه الملوثتين .

فصبراً أهل غزة ...
فقد قال ربنا سبحانه وتعالى :
{ إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله مالا يرجون } .