تعليق تحليلي بسيط على كلمة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك في مليونية "حضرموت أولاً"
جاءت كلمة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، محافظ حضرموت السابق، في مليونية "حضرموت أولاً" كالصاعقة السياسية محملة برسائل حادة وواضحة ، وأظهرت شجاعة نادرة في الطرح وصدقاً في الإنتماء لحضرموت وأهلها.
-أولاً: الافتتاحية القوية "نكون أو لا نكون":
هنا استخدم اللواء بن بريك عبارة وجودية فيها تحدي واضح وكأنها رسالة إنذار" المعركة مصيرية والخطر محدق ، فإما أن تُثبت حضرموت هويتها وتنهض أو تضيع في دوامة الفوضى والتهميش.
-ثانياً: استقرار حضرموت ومؤامرات زعزعتها:
أشار إلى أن حضرموت نجحت في طرد الإرهاب وتحقيق نوع من الاستقرار ، لكن هناك متغيرات دولية وإقليمية ومحلية تحاول خلط الأوراق ... فهذا تشخيص عميق لحالة مابعد استقرار المحافظة، وكأنما أراد أن يقول: نجحنا في تحرير المحافظة من الإرهاب ولكن لم ننتهِ بعد فالمؤامرات لا تزال قائمة.
-ثالثاً: الإشادة بالتحالف العربي:
هنا يعترف اللواء بن بريك بدور التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة في دعم قوات النخبة الحضرمية وهي نقطة توازن في كلمته ؛ ليؤكد أن الشكر قائم لكن المطالب مستمرة.
رابعاً: تكريم الشهداء والجرحى من قوات النخبة الحضرمية:
فهذا وقف وفاء صادق ويعكس انتماءه الحقيقي لأرضه وإحساسه بالمسؤولية تجاه من ضحوا بأرواحهم ، وهنا تبرز الروح الوطنية الحقة بعيداً عن السياسة.
-خامساً: الرسائل الثلاث الجريئة:
١-التحالف العربي:
قالها بصراحة: أنتم أوصياء علينا ببند أممي ، فكونوا أوفياء بهذه الوصاية فحضرموت غنية لكنها تُنهب وشعبها لا يستحق الظلم.، هنا يظهر تحول من شكر إلى لوم مشروع.
٢-المجلس الرئاسي:
واصفاً إياهم بـ"الأصنام" و "يشلوا زنبيل واحد" هنا بن بريك يطلق أقسى نقد سياسي علني ويدعو صراحة لإقالتهم ، فهذا طرح يعكس الانفجار الشعبي الداخلي من سوء الأداء السياسي.
٣-التعهد الأخير:
إعلانه أن هذا العام هو الحاسم وهو بمثابة إعلان نية تصعيد سياسي وشعبي ، خاصة في ظل ما وصفه بالفشل والخذلان.
-سادساً: الدعم المطلق للنخبة الحضرمية:
رسالة وفاء لقوات النخبة واعتراف بأهمية الأمن المحلي لكن المهم هنا هو تأكيده أن قوات النخبة ستنتشر في وادي حضرموت.
-سابعاً: حضرموت عاصمة العقول:
وصفها بأنها تُصدر العقول والكفاءات للعالم ، وفي ذلك فخر حضرمي أصيل وتحفيز لأبناء المحافظة بأنهم أصحاب قدرات وطاقات وليسوا ضحايا فقط.
-ثامناً: الرسالة المفصلية لإعلان اسم الدولة:
قالها: نرفض جنوب اليمن والجنوب العربي ، ونريد دولة حضرموت العربية المتحدة وعاصمتها عدن.
-تاسعاً: دعزة للوحدة الشعبية الحضرمية:
اختتم الكلمة بنداء لحميع المكونات: القبائل، الشباب، النساء، الأكاديميين... إلخ ، ليشكلوا "مشروع حضرموتي موحد" ، وهنا يُظهر أنه قائد شعبي جامع.
خاتمة ... اللواء أحمد سعيد بن بريك في هذه الكلمة جسد الزعيم الحضرمي المخلص الذي عاد رغم مرضه؛ لأنه يرى أن الوقت قد حان لحضرموت لتأخذ دورها كدولة مستقلة قوية وموحدة.، هو ابن حضرموت البار الذي لم تمنعه صحته من الوقوف بين الناس وهذا وحده يُحسب له تاريخياً وشعبياً.