مواكب الشهداء تحيى مجد الأمة ..

بقلم: سعيد سالم الحرباجي 

حبست دموعي ، وألجمت عواطفي ، وألزمت مشاعري.... وأنا اسمع نبأ استشهاد الإعلامي ( أنس الشريف ) باستهداف مباشر من قبل صواريخ
الإحتلال الصهيوني البغيض .

وبالكاد استرجعت قواي لأجدني أقرأ ، وأسمع ، آلاف التعليقات والمقاطع الصوتية التي تتحدث عن بطولات الرجل ، وأدواره في الدفاع عن قضيته ، وشعبه ، وأهله في غزة ، فحمدت الله أنَّ الأمة لا تزال بخير .

وبقدر الألم الذي يعتصر قلبي لغياب صوتك أيها الشريف ...
إلا أنني موقن يقيناً لا يقبل الشك أنَّ دماءكم الزكية سوف تروي شجرة الحرية ، وأنَّ أشلاءكم الطاهرة التي تتناثر هنا وهناك هي لبنات لصرح الأمة الواعد ، وأنَّ تضحياتكم الجسمية التي تقدمونها على أرض غزة هي أيقونة العزة والكرامة ، وأنَّ بطولاتكم التي تسطرونها في الدفاع عن أرضكم ومقدساتكم هي مصدر إلهام لشباب الإسلام .

فنم قرير العين أيها الشريف...
 فقد أيقظ صوتك ضمائر أحرار العالم وحرائره ، وأوصلت رسالتك بكل مهنية واقتدار ، وأديت واجبك   بكل أمانة وإتقان ، وقمت بدورك   بكل شجاعة
 وإقدام وعمَّدت مسيرتك العطرة بدمائك الزكية ، وختمت حياتك بوصيتك التي ألهبت مشاعر الملايين في أصقاع العالم .

نم قرير العين أيها الشريف..
فهناك من سيحمل الراية ليواصل مشوارك ، وسيسير على خطاك ، وسينتهج نهجك ، وسينفذ وصيتك .

لقد كان صوتك أقوى من جبروت ( النتن ياهو) .... 
وكانت رساتك أمضى من صواريخه ، وكان أداؤك في الميدان أعتى من جيوشه ، وكانت تغريداتك أفتك من سلاحه...
لذلك ظنَّ( الوغد) أنَّه بموتك سيخفي جرائمه ، وبغيابك ستغيب معاناة أهل غزة .

وما فطن ( المجرم ) أنَّ دماءك الزكية التي أرتوى منها تراب غزة ....قد أحيت في الأمة روح التضحية ، وأنَّ أشلاءك الطاهرة كانت بمثابة الشرارة التي  ألهبت مشاعر  كل ذي ضمير حي في العالم ، وأنَّ صوتك الشجي قد دوٌَى في أرجاء المعمورة.

هكذا تُزْعج الكلمة الصادقة عروش الطغاة ، وتقضُّ مضاجعهم صور نقل الحقائق ..
لذلك يظنون أنهم بقتلهم لرواد الكلمة  يستطيعون إسكات صوت الحق وإخفاء
حقيقة إجرامهم ، ودفن معاناة المستضعفين .

لكن الحقيقة  الغائبة عنهم ....
أنَّهم بقتل روٌاد الكلمة  يحفرون قبورهم بأيديهم ، ويقربون نهاياتهم المحتومة 
بأفعالهم القبيحة ، ويبعثون بسلوكهم  الشاذ روح التضحية لدى شاب الإسلام .

 فيا أيها النتن ياهو...
إنَّ قتل أنس الشريف ...حياة لآلاف شريف وشريف .
ولئن ظننت أنك قد أدميت قلوبنا بجرائمك...
فإننا موقنون أنَّ الموت حق ، وأنَّ لكل أجل كتاب ، وأنَّ الشهادة في سبيل الله أسمى ما يتمناه المسلم .
والحرب سجال بيننا وبينكم يا أبناء اليهودية 
وصدق الله العظيم إذ يقول :
{ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }