التحق بمن يشبهك
عندما كنتُ معلمًا في السنة الأولى من ثمانينيات القرن الماضي، وهي مرحلة فاصلة في حياتي جاءت مباشرة بعد زواجي، شعرت أنني أتحمل مسؤولية كبيرة دفعتني للتفكير جديًا في كيفية الوفاء بها بجدارة. كانت تلك الفترة مفصلية وانتقالية من مرحلة الدراسة إلى العمل وتحمل المسؤولية الأسرية، بما فيها الالتزام بالمواعيد، وأداء مختلف الالتزامات التي تخدم أسرتي ووظيفتي.في تلك الفترة، كنا نقضي أوقاتنا مع مجموعة من المعلمين في نقاشات مستمرة ضمن إطار التخطيط المسبق للتعليم، وبحث سبل التغلب على المشكلات اليومية التي تواجهنا. كان الجميع يتمتع بروح إيجابية، وثقة عالية، وقدرة على مواجهة العقبات التي تعترض سير العمل في المدرسة. وكنا نقضي وقتًا بعد الدوام في مراجعة الدروس وتحضيرها عند جلوسنا مع بعض ونتبادل الحلول وكيف يتم تنفيذها، بدعم من مدير المدرسة الذي كان متفانيًا في إيجاد طرق وحلول ملائمة للتواصل بين إدارة التعليم والمعلمين ومجلس الآباء والطلبة، بهدف تذليل تلك العقبات.لكنني لم أستمر طويلًا في العمل لظروف شخصية دفعتني إلى السفر للعمل في الخارج، حيث وجدت نفسي في بيئة مختلفة تمامًا عن تلك التي أتيت منها. هناك، قابلت أشخاصًا كثر من توجهات متعددة مختلفة منهم من يحمل التوجهات السلبية، فيتذمرون ويلومون الآخرين، ويشكون من ظروفهم، ويقللون من قيمة الاستمتاع بالوقت، ويسؤون معاملة زملائهم، وينشرون الإشاعات السلبية. هؤلاء يسببون القلق والإحباط لكل من يتعامل معهم أو يعمل إلى جانبهم، وهم ما أسميهم "سارقي الأحلام".فلا تضيع وقتك معهم، فهم يجعلون طموحاتك وتطلعاتك تبدو مستحيلة، ويحاولون إحباطك وكسر عزيمتك. ابتعد عنهم فورًا، وتحرر من تأثيرهم السام، وابحث عن مستقبلك مع من يشبهونك في الفكر والطموح. أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين والنشطين والداعمين لك ولأحلامك، الذين يرفعونك نحو القمة، ويغذونك بطاقة إيجابية. في بداية عام 2013، كنتُ أقدّم محاضرات دورية لموظفي شركتي. كانت تجربة فريدة تحمل في طياتها طموحًا كبيرًا؛ إذ كان الجميع يصغي ويتناقش ويتعلم. كان هدفي الأول أن يتخلصوا من الأفكار السلبية التي اكتسبوها من أعمالهم السابقة. كنا نعمل كفريق واحد يتمتع بمعرفة أوسع وأفضل من خلال الجلسات اليومية، والاستماع للأفكار المبدعة، ومتابعة ما ينتج عنها من تأثير في السوق مع العملاء.وبفضل هذه التجربة الناجحة، تمكنا من افتتاح فروع أخرى للشركة. غير أن ضعف التواصل، لغياب آلية فعالة عن بُعد، ومع دخول موظفين جدد لا يؤمنون بالمحاضرات أو بقيمة النتائج الإيجابية، ولا يدركون أهمية ما نستمده من أفكار العملاء، تراجعت فاعلية النهج السابق. وعلى هذا الأساس، ان أردت أن تكون ناجحًا، فعليك أن تقضي معظم وقتك مع الأشخاص الإيجابيين. أما أنا، فالحمد لله اني ذهبت للعيش بين أشخاص إيجابيين يشعرون بالامتنان والسعادة، ويقضون أوقاتهم في هدوء وسكينة بعيدًا عن الضجيج.