الاختلاف في الاراء لا يفسد في ود عمل السياسة قضية

اخطر ما يكون في هذا الوطن من أبنائه هو المسؤول الذي يتم تعيينه في هذا الوطن لاجل تيسير عمل المجتمع وإدارتها وترجمتها الى واقع ملموس في حياه الناس بعيداً عن "الديماغوجية" والمصالح الشخصية وهذا ما يسمى السياسة، والسياسه هي فن اداره الدوله وتنظيم شؤون المجتمع.

 وهنا تكمن خطوره هؤلاء المسؤولين عند حدوث النوازل لهذا الوطن وهو عدم التفريق بين عملهم السياسي واختلاف الاراء وهذا ما قد يفقدهم كيان السياسه والكيان ليس مجرد موقف او انتماء بل هو خلق ضروري للسياسي، حيث وان السياسي الذي يحترم نفسه يحترم غيره مهما خالفه في الراي ومهما كان الخلاف جوهريا فحين لزم النقد فلا يكون على الباعث عليه الحقد وليكن موجها للراي للتمحيص لا إلى الشخص بالتنقيص، واننا لا نتصور كيف يهدم السياسي أمنه وتقطيع اوصاله وشتم رجالها وتسفيه كل راي إلا رايه.

والاختلاف في الاراء ليس من السياسه في شيء وانما مجرد تعبير فردي او جماعي في وجهات النظر والمواقف في بعض القضايا وهذا قد يكون نتيجه اختلاف الخبرات او المعتقدات او القيم والمصالح والعقول العظيمه هي التي تناقش الافكار وتبحث وتبحث عن جوهر الراي وتركز على المبادئ واما العقول المتوسطه فهي التي تناقش الاحداث وتتساءل عن الاحداث كيف ومتى ولماذا حدث هذا والحدث هذا قد يكون مؤقتا وقصير الامد وينسى في أيام، واما العقول الصغيره فهي التي تناقش الاشخاص بالهجوم الشخصي وتجريج وثرثره وتضييع الوقت بدون اي فائده ترجا، وكما قال احد الحكماء يمكنك ان تخطئ الفكره دون ان تهين صاحب الفكره، والعاقل يستفيد من خصومه اكثر من استفاده الجاهل من اصدقائه، ومن يختلف معك قد يعلمك ما لم تعرفه من قبل.

وهذا ما نطلبه من المسؤولين والنخب السياسيه، تعزيز الثقافه المدنيه وتعليم ان الاختلاف لا يعني العداوه، والرأي المختلف ليس تهديداً بل فرصة للنمو والفهم الأعمق، وان نستفيد من تلك الاراء في تصحيح بعض الاراء والافكار الخاطئه اذا كانت اراء الاخرين وافكارهم اشمل واعمق وان الخلاف فقر والاختلاف ثراء، ومهما كان الخلاف فيما بينهم في الاراء ولكن يجمعهم هدف واحد وهو اعداد شباب لهذا الوطن الجنوبي يكونون مواطنين صالحين احرار حريصين على امن هذا الوطن واستقراره ورخاءه...وإن خانني التعبير فلا يخونك التفسير.