الجنوب يستحق الاستقلال لا الوعود الفارغة
إلى أولئك الذين لا يزالون يتحدثون عن "وحدة اليمن" كأنها وعد من السماء، إليكم الحقيقة المرة: وحدة صنعاء و عدن، إن كانت قد سُجلت في دفتر التاريخ، فقد أغلقت في سجلات الواقع إلى الأبد.
ومن يحلم بإحيائها في هذا الزمن، لا بد وأنه بحاجة إلى "مصحة سياسية" لإعادة تأهيله من ضياع بوصلة العقل الوطني!
الوحدة، حلم الضائعين!
يا سادة، دعونا نكن صرحاء: من يتحدث عن وحدة مع صنعاء بعد كل ما حدث، إما أنه يعيش في عالم موازي، أو أنه يُصرّ على جلب المصائب إلى رأسه.
لقد فشل نظام الوحدة في 1990، ثم سقط نظام 1994م، واليوم تحكم صنعاء عصابات الحوثي الذين لا يملكون أدنى فكرة عن معنى الدولة، ناهيك عن الوحدة.
فكيف لنا أن نصدق بعد كل هذه السنوات أن هناك مصلحة في العودة إلى ما كان؟
ألسنا أولى بأن نفتح صفحة جديدة، صفحة سيادة الجنوب واستقلاله؟
الوحدة .. سراب في صحراء الواقع!
من يبحث اليوم عن وحدة مع صنعاء في ظل حكم المليشيات الحوثية، يجب أن يُسأل: هل أنت عاقل؟
الوحدة التي تبشرون بها هي مجرد سراب، تبخرت معها كل آمال الشمال والجنوب في أن تكون هناك دولة مدنية تسعى لتحقيق حقوق الإنسان والمساواة.
اليوم، صنعاء تحكمها عصابات لا مكان فيها لحرية الرأي أو أي شيء قد يمس كرامة الإنسان، فما الذي قد يجبر الجنوب على العودة إلى حضن تلك العصابات؟
الجنوب يستحق الاستقلال!
أما الجنوب، فهو يملك قضية حقيقية لا يمكن تجاهلها... لا نحتاج إلى وهم الوحدة ولا إلى الوعود الفارغة التي دُسّت في آذاننا طيلة سنوات، بينما كنا نعيش على وقع القمع والظلم.
الجنوب بحاجة إلى استعادة استقلاله، لا إلى العودة إلى نظام تم تدميره بيد الاحتلالات المتتالية، سواء كانت داخلية أو خارجية.
الشعب الجنوبي قدم الكثير من التضحيات على مر العصور، والآن حان الوقت ليحقق حلمه في بناء دولة حرة ومستقلة.
هل حان وقت التعقل؟
من يصر على الوحدة مع صنعاء، عليه أن يدرك أن الجنوب لا يقبل أن يُحشر في زاوية الدكتاتورية الحوثية أو أن يكون جزءًا من تركة سياسية ترفض الفهم والتطور.
دعونا نعيش بكرامتنا، دعونا نبني دولتنا المستقلة على أسس من العدالة والحرية، ونعيد للشعب الجنوبي حقه في تقرير مصيره.
كلمة أخيرة:
إلى أولئك الذين لا يزالون يتحدثون عن "وحدة اليمن" في هذه الأيام العصيبة: لا تنتظروا المعجزات، فالأوقات تغيرت.
الوحدة اليمنية انتهت ولن تعود، أما الجنوب فاستحق استقلاله منذ سنوات طويلة، ولذا علينا أن نركّز على المستقبل ونعمل من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم.
فهل ستصغون إلى صوت العقل؟
أم أنكم ستظلون في غيبوبة الوحدة التي لا فائدة منها سوى الجهل بالمصير؟