باب المندب وهرمز.. حين تغلق المضائق يخنق اليمن

في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة يطفو على السطح الحديث عن احتمال إغلاق مضيقي باب المندب وهرمز وهما من أهم الممرات البحرية في العالم. 

ورغم أن التحليلات تركز عادة على التبعات العالمية لهذا السيناريو إلا أن اليمن المنهك أصلا بالحرب والانقسام سيكون أول وأكبر الخاسرين من أي تصعيد في هذه المضائق.

باب المندب هو رئة اليمن المائية يربطنا بالعالم ويعبر من خلاله الغذاء، الدواء والمساعدات الإنسانية. 

أي إغلاق لهذا الشريان البحري سواء بسبب الحرب أو التوترات الدولية يعني خنق الملايين من اليمنيين شمالا وجنوبا الذين يعيشون على هامش الحياة أصلا.

اقتصاديا سيؤدي إغلاق المضيق إلى عزلة بحرية تامة حيث لن تصل السفن إلى موانئ عدن أو الحديدة ولا حتى إلى المخا. النتيجة؟ شلل تجاري كامل وانهيار سلاسل الإمداد وارتفاع كارثي في أسعار الغذاء والوقود وسقوط قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والمياه في قبضة الانهيار.

أما إغلاق مضيق هرمز فرغم بعده الجغرافي عن اليمن فإن تداعياته لا تقل خطرا إذ سيرفع أسعار النفط عالميا ما سينعكس فورا على اليمن الذي يعتمد على الاستيراد من الخارج ويعاني من غياب الدعم الحكومي والرقابة. فكل شيء في اليمن يتأثر بسعر الوقود من رغيف الخبز وحتى تنقل المساعدات الإنسانية.

وما هو أخطر من كل ذلك أن البحر الأحمر قد يتحول إلى ساحة صراع دولي مباشر وتحت ذريعة حماية الممرات قد تتزاحم البوارج والفرقاطات على سواحلنا فيغتال ما تبقى من السيادة اليمنية وتتحول الجغرافيا اليمنية إلى مسرح حرب لا قرار لليمنيين فيه.

المطلوب اليوم أن نرفع الصوت يمنيا لسنا طرفا في صراع المضائق ولسنا وقودا لحروب النفط والملاحة. 

يجب أن تتوقف الأطراف اليمنية عن استخدام المضائق كورقة مساومة وأن تتعامل مع البحر كأمانة وطنية لا كسلاح تفاوض.

فحين تغلق المضائق لا تختنق الدول الكبرى.. بل يختنق اليمن

الذي نحن مازلنا جزء من كيانه الإداري .