رجعوا لنا عدن أمنة مطمئنة زي ما كانت زمان

من منكم يقدر يرجع لنا عدن حقنا زي ما كانت ايام زمان عدن الأمنة المطمئنة عدن الراقية المتحضرة عدن الحاضرة دائماً في وجدان محبيها وعشاقها وفي قلوب ابناءها عدن البسيطة عدن الأمن والأمان والسلم والسلام عدن كانت كل حاجة حلوة وجميلة وبسيطة ومتواضعة وكانت الناس فيها طيبة طيبة جدا جدا جدا طبعا انا اتحدث بلغة ولهجة ومفرادات بسيطة ومتواضعة ببساطة وتواضع عدن وابناءها الطيبين من مختلف الأعراق والديانات والمعتقدات والأجناس اتحدث عن لوحة صاغها الرحمن وسبحان من خلق وابدع وجعلها جميلة ورائعة فسيفسائية متجانسة الألوان وعن طباع وعادات وثقافة مدنية فيها من الألفة والعشرة السهلة الطيبة التي كانت خاصية تميز عدن واهلها وناسها الطيبين.

رجعوا لنا عدن حقنا عدن حق ايام زمان عدن الأمنة المطمئنة رجعوا لنا ايام الجحلة والزير حق الماء البارد طبيعي وايام الكوز بمبة والفانوس والنوارة واللبمة والموفى والمراكيب رجعوا لنا تلك الأيام ايام كان صباح عدن كله حيوية وبهجة وسرور واعمال واشغال وحرف ومهنية ونشاط وكانت حوافينا وشوارعنا عبارة عن سوق وحركة تجارية محلية داخل الحوافي وبازارات متنوعة ومختلفة واشغال ومهن يدوية بارعة ومتقنة.

من بعد صلاة الفجر ومع بزوغ وإشراقة شمس النهار الأولى تسمع صوت صاحب البيض الخميد وهو حامل الصندوق وفيه من البيض البلدي الناجح الخميد والبيض الني الطازج وصاحب الحقين مع البسباس الأخضر والثومة والكمون واللحوح الذي يأتي بدراجته الهوائية والكشي صاحب السمبرة ، السنبرة جرم والعتر وهو يقود الجاري الخشب ويركنه وسط الحافة ونحن العيال الصغار والبنات كنا نتجاري إلى عندهم علشان نشتري منهم السمبرة الجرم والعتر الحامي مع البصل والطماط والبسباس الأخضر المقطع شرائح والبسباس الأحمر والخل المسكوب على السنبرة جرم والعتر الذي يلهلب ، يلهب ويفتح الشهية وصاحب السكريم الملي والسكريم ابو برد الذي كان يجزع الحافة معه فارة يجرش بها البرد (الثلج) ويعمل منه سكريم ابو برد ويرش عليه شراب الڤيمتو وغيره من الشراب والألوان مغروس بها عود خشب.

ويجزع في نفس الوقت صاحب عشار العمبا وعشار الليم وصاحب الأسماك وهو حامل الزنبيل حقه مع عدته الخاصة بتقطيع الأسماك بالحافة ويجزع مكرد صاحب الروتي بالسيكل الذي عليه صندق خشب يضع فيه الرواتي الذي يبيعه بالحافة بالأجل وبالنقد وصاحب الدراجة والتي كانت عليه ثلاجة وفيها الالبان الطازجة ومشتقاتها بانواعها التابعة لمصنع الألبان.

وقد لا تصدقوا ان صاحب القماش والبز الشرماني هو ايضا كان يجزع حامل معه بقشة كبيرة فيها من كل انواع الأقمشة ومعه عدته من المتر(الوار) والمقص التي كان يستخدمها اثناء البيع والشراء في الحافة.

ويتداولون علينا كل اصحاب الحرف والمهن تباعاً في ذلك الصباح بالحافة صاحب الندافة الذي كان يندف الفرشان ويعيد تجديدها والتي كانت من الليف والعطب( القطن) وصاحب القعائد( محبل القعائد الحبال) كان هكذا يطلق عليه زمان والذي كان يعمل القعائد والسرر المنصوعة من الخشب والحبال وصاحب المطاحن (موقر المطاحن) الحجر التي يطحن بها البسباس يدويا) وكذا مصلح الشول ابو دبائل والشول البم التي كانت تعمل على الجاز السائل ومحدد السكاكين ومرقع السامان والادوات المعدنية وساعي البريد الرجستر الذي كانت يمر على البيوت على دراجته الهوائية وقارئ عدادات الكهرباء والمياه ومريم شريان صاحبة اللوشن الذي كان يستخدم في الحمامات والمرحيض وحتى الحلاق ، المزين ، الريس طه الهندي كان يجزع الصباح الحافة ليمارس مهنة الحلاقة التالوا ، ابو مطيبة، وايضا كانو يجزعو بعض النساء من اصول هندية وباكستانية ويمروا على النساء بالبيوت لمن ترغب منهم بان يغسلوا لها السامان المعدنية حق المطبخ او ترغب بالتصبين ، الغسيل ، تغسل لها الملابس والملايات والطراريح وغيرها من الأشياء ولا ننسى الوراد الذي كان يحمل المعُرص على اكتافه واتناك الماء الذي كان يوصلها لبعض البيوت التي تحتاج للماء وسيارة الماء البمبة والماء العادي وسيارة الجاز السائل وجاري الجمل الذي كان يجزع الحوافي يبيع القصب الأخضر واليابس لأصحاب الأغنام والمواشي عدن كانت ارض خير ونعمة وبركة وامن وامان حتى النساء كانوا يجزعوا الحوافي يبيعن المجامر والمرابخ والمسارف (موائد الطعام ، سفرة) والمشاجب حق البخور وبعض الملابس وبعض العطور ونختم بصاحب الفل والكاذي و الخوع والمشموم الذي كان هو ايضا يجزع الحوافي يبيع الروائح الجميلة والزكية للنساء هكذا كانت صباحية عدن كلها مهنية وحركة تجارية وبيع وشراء وتواضع وبساطة وطيبة وامن وامان وسلام وطمأنينة والأن من منكم ممكن يرجع لنا حقنا عدن حق زمان أمنة مطمئنة مثلما كانت زمان وقل للزمان ارجع يازمان.

#المريسي