لماذا تحتفلون بـ30 نوفمبر
بقلم / محمد المارمي
الأعياد والمناسبات الوطنية هي خلاصة وثمرة نضالات الشعوب في سبيل الحرية والعدالة والتقدم والازدهار وتحتفل بها الدول والشعوب لتتذكر الماضي السحيق وآلامه وما حملته الثورة لهم من منجزات ينعمون بها هم وأبنائهم من رغد العيش الكريم والأمن والسلام والتقدم وكل مصطلحات الحياة الكريمة.
اما بالنسبة لنا في اليمن فنحتفل بأربعة أعياد رسمية هي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو حيث لم يعد لأحد من هذا الأعياد اي وجود على أرض الواقع فسبتمبر لم هو سبتمر وقد عادت الامامة بحلتها الجديدة واختفى مارد الثورة من ساحة التحرير،وأكتوبر هو الآخر يندب حظه بعد أن عاد الاحتلال بشكله الخفي ليسيطر على البلاد ومقدراتها،و22 مايو مقعد في الزاوية تلفه الحسرة وهو يرى شعب واحد في نظامين وبنكين وحكومتين وجيوش متناحرة.
اما 30 نوفمبر فهو الآخر سيء الحظ فلم يتبقى لنا من ذكراه إلا اسمُُ وتمثال لبوزة في أعالي جبال ردفان،فلم ننفق الملايين من الريالات للاحتفال به وبغيره من الأعياد والبلاد مستباحة الأجواء والبحار، والأرض تتقاسمها الاعادي وتنهب ثروتها جهارًا نهارًا ولا حسيب ولا رقيب،لما نحتفل والشريفات يأكلن من براميل القمامة والموظفين من العسكريين والمدنيين يدخلون شهرهم الثاني بدون مرتبات،لم نحتفل ولا يوجد مسؤول داخل البلاد ليديرها وجميعهم هملاً في شرق الأرض وغربها.
لم نحتفل والريال يسجل أدنى مستوى له منذ أن تمت طباعته، لم نحتفل والفساد والمحسوبية سيدة الموقف ،لم نحتفل بكل هذه الأعياد ومازلنا في تيه بني إسرائيل ولم نخرج منه بعد،فمتى ما أقمنا البلاد واصلحنا من وضعها واعدنا للمواطن كرامته المسلوبة وثرواته المنهوبة يحق لنا أن نحتفل ،حتى ذلك الحين سننتظر رغم اليأس الذي أشعر به بسبب تصدر شخصيات كرتونية لا تحمل ذرة من الحياء مشهد البلاد العام وإلى ذلك الحين لنا لقاء.