بشار الأسد في المنفى: من الهروب من دمشق إلى المستقبل في روسيا
أبين الان: متابعات
بشار الأسد.. هروب اضطراري من بلاده وتكتم شديد على تنقلاته، وذلك بعد حالة من الاضطرابات المزلزلة لنظامه انتهت بسقوط العاصمة دمشق في قبضة الفصائل المسلحة السورية، لتُطوى بذلك صفحة شديدة الصعوبة في التاريخ الحديث لسوريا بعزل بشار الأسد عن الحكم، لكن جرائمه بحق الإنسانية التي ملأت الصدور غضبًا وحنقاً عليه جعلت الأنباء تلاحقه بأسئلة حول مسار حياته الجديدة في روسيا بعد إعلانها رسمياً منحه حق اللجوء السياسي على أراضيها.
حياة جديدة في بلادٍ حليفة
يبدو أن عملية الفرار إلى روسيا كانت مخططة ومدروسة مسبقاً، بعد تيقنه من انتصار الفصائل السورية، فبحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تمكن بشار الأسد من تهريب ثروته البالغة 2 مليار دولار إلى روسيا في صورة عقارات وحسابات بنكية وأسهم في شركات ومحافظ الذهب، ليضمن له ولأسرته أسلوب الحياة المترفة في منفاهم بموسكو، فبعد أن سكنوا القصور الرئاسية في روسيا على مدار 24 عام، تظهر الآن الشقق السكنية التي اشتراها في روسيا والتي لا تقل عن 20 شقة في العاصمة بقيمة تزيد عن 30 مليون دولار، كملاذٍ آمن يعكس مدى اعتماده على الصداقة التي تربطه بالرئيس فلاديمير بوتين الممتدة لسنوات عديدة.
إحدى القصور الرئاسية في دمشق
هل يحق لبشار اللجوء إلى روسيا؟
الأصول العقارية التي يمتلكها «الأسد» في روسيا وفرت لأسرته الحماية والأمان، فبمجرد اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المسلحة السورية وقوات الجيش النظامي، غادر أبناؤه الثلاثة مع زوجته أسماء الأسد التي تحمل الجنسية البريطانية إلى موسكو قبل أيام من مغادرة زوجها دمشق ليلحق بأسرته تحت مظلة اللجوء السياسي الذي توفره له روسيا في ضوء موقفها من المعارضة، فبالنسبة إلى حليفه «بوتين» تعرض بشار للضغط بالحرب من قبل القوات المدعومة من تركيا، لذلك استلزم الأمر حمايته والدفاع عنه دون إفصاح عن مكان تواجده داخل الأراضي الروسية.
خطة هروب محتمل
أجهزة تعقب الرحلات الجوية أظهرت يوم مغادرة الرئيس السوري المعزول طائرةً روسية أقلعت من مكان بالقرب من مدينة اللاذقية شمالي شرق سوريا قبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمي عن وجوده في موسكو، ليستخلص تقرير «ديلي ميل» أنه ربما غادر بلاده عبر قاعدة «حميميم» الجوية الروسية، وبعد سقوط العاصمة دمشق دون مقاومة من الجيش التابع لـ«الأسد» اكتشفت الفصائل المسلحة يوم الأحد الماضي أنفاقاً سرية تحت الأرض تربط بين القصور الرئاسية لتكون بمثابة شبكة طرق توفر له ولأسرته الحماية في حالة الاضطرار إلى الهروب في أي وقت.
منطقة ناطحات السحاب في موسكو
وطن بديل
في عام 2012 كشف موقع «wikileaks» الأمريكي عن مراسلات خاصة للسيدة الأولى في سوريا أظهرت إنفاقها لـ350 ألف دولار على الأثاث و7000 دولار آخرين على الأحذية المرصعة بالكريستال، ولإبقاء أموال الأسرة خارج سوريا عقب اندلاع الاحتجاجات في البلاد عام 2011، اشتروا عدة شقق فاخرة في مجمع مدينة العواصم، الواقع في منطقة ناطحات السحاب المتلألئة في موسكو الذي يضم عدداً من أغنى رجال الأعمال والحكومة في روسيا، ومن المرجح أن تصبح تلك المنطقة موطناً لأسرة «الأسد»، خاصةً أن الابن الأكبر مرشح لنيل درجة الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية في مجال العلوم الفيزيائية والرياضية.