التحديات والحلول في التعليم بأبين: مبادرات لرفع مستوى الطلاب
بقلم / محفوظ كرامة
رغم ما تعانيه العملية التعليمية في البلاد بشكل عام ومحافظة أبين بشكل خاص من تدني المستوى الدراسي للطلاب، يجمع الكل على أن الأسباب الأساسية تتعلق بالمنهاج التعليمي الذي وضعته وزارة التربية والتعليم دون دراسة كافية من قبل الهيئات التعليمية والأكاديمية. هذا المنهاج المكثف جعل الطلاب غير قادرين على استيعاب وفهم مضامين المواد الدراسية، وحتى المعلمين يجد الكثيرون منهم صعوبة في إيصال أفكار الدروس للطلاب.
هذا الوضع الصعب تأكد لي عندما حضرت فعالية تعليمية نظمها مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين بقيادة المدير العام المبدع الدكتور* وضاح المحوري*. تأكد لي أن تدني مستوى الطلاب يعود بالفعل إلى المنهاج وليس إلى الطلاب أنفسهم. في الفعالية التي نظمها المكتب للذكاء الذهني، شارك 137 تلميذاً وتلميذة من 25 مدرسة حكومية من كافة مدارس المحافظة الـ11. أجريت لهم اختبارات سريعة لاختبار ذكائهم الذهني، وأظهر التلاميذ والتلميذات قدرات فائقة، مما يدل على أن الطلاب لديهم قدرات إبداعية إذا ما قُدمت لهم العلوم بالشكل المطلوب.
هذا ما جعلني أعود بالذاكرة إلى نحو 12 سنة قبل الحرب، مع بداية تطبيق المنهاج الجديد وبروز حالات تدني مستوى الطلاب وشكوى الأهالي من صعوبة مراجعة دروس أبنائهم. قام الأستاذ والمهندس *حسين بدر*، صاحب بيت الخبرة والاستشارات، بتقديم برنامج لتحسين مستوى الطلاب في مدارس التعليم الأساسي على مستوى مديرية خنفر بمحافظة أبين. عرض برنامجه على المسؤولين المعنيين، فلم يبدوا أي اهتمام بحجة عدم توفر الإمكانيات المادية لتنفيذ البرنامج. لم ييأس الرجل، بل ذهب إلى الأهالي الميسورين والتجار الذين دعموا برنامجه، وبدء تطبيقه بمدرسة في مدينة الحصن.
طلب حسين بدر من إدارة المدرسة تحديد الطلاب المتدنية مستوياتهم والفاشلين، وتم إخضاعهم لدورة تدريبية لمدة أسبوع، بالإضافة إلى إخضاع عدد من المدرسين لدورة قصيرة لمتابعة هؤلاء الطلاب أثناء دراستهم. لم تمر فترة قصيرة حتى بدأت معدلات دراستهم تتغير إلى الأفضل. نقل الأستاذ هذه التجربة من مدرسة إلى أخرى، وكانت نتائج الطلاب الذين خضعوا لهذا البرنامج النجاح والتفوق، ولكن الحرب أوقفت الأستاذ من مواصلة نشاطه التعليمي.
تحية للأستاذين الدكتور وضاح المحوري على جهوده الجبارة لتحقيق النجاح والتطور في العملية التعليمية في محافظة أبين رغم صعوبة الظروف والتحديات، والتحية موصولة أيضاً للأستاذ والمهندس حسين بدر على مجهوده في النهوض بالعمل التعليمي ومساعدته للطلاب على معالجة مشاكل الدراسة وفك عقدها.