إلى قبائل العواذل في لودر وعن آل قاسم علي أتحدث

بقلم / الخضر البرهمي

من لم يزر مدينة لودر سيكتفي بقراءة هذا الموضوع ومن زارها سيسعد بإستعادة رحلة الإنسان والمكان والزمان ، في مدينة الزحام والأحلام والبؤس اقتحمنا جدار الصمت وفتحنا ذلك الباب المؤصد وصعدنا إلى حصون سلاطين آل قاسم علي المطلّة على جبل زارة المُنيف لنقول شيئاً جديد ، ففي ظل أمن الدولة الغير قادر على حماية نفسه وتأمين حياة الناس فإنني أرى العودة إلى أحكام سوق أبن قاسم علي القديم والتمسك بصحيح مبادئه وقواعده ، ليحقق للمجتمع أهدافاً نبيلة ويوفر له طمأنينة نفسية لاحدود لها ، من ثم لاتسألوا عن الثقافة والعلم والمعرفة والإبداع فقد سقط القناع !

لانريد أن نذكر الماضي أو العودة إليه ولكن المعطيات تؤكد كل مانقول فلاداعي للكذب والتضليل وجحا أولى بلحم ثوره ، وأدعوا آل قاسم علي وكل الشرفاء من أبناء قبائل المديرية لودر والقبائل المجاورة لها إلى حماية سوق مدينة لودر ولو مؤقتاً لنتذكّر تلك المرحلة التي ازدهرت فيها الفضيلة والتسامح والإنسانية والأشعار حين يتبارى الشعراء بإشعارهم  وكأنه سوق عكاظ فحسب ، بل الكل عرف حجمه في تلك الحقبة من خلال منابر ثقافية شتى تتصدرها (كدمة) مدينة لودر إذا عادكم تذكروا التاريخ !

مدينة لودر أصبحت اليوم  مسرحاً للقتل والأقتتال والأخذ بالثأر وكأنها الموطن الأمن والأرض الخصبة ليلتقي فيها العدو مع عدوه بكل أمان أمام مرئ ومسمع الجميع ، فمن يحمي سوقها أم أن أسم عائلة آل قاسم علي قد فقدت تاريخها ولمعانها ولم يتبق لها غير أرث مكتوب على قطعة قماش !

كما يمتزج تاريخ عائلة آل قاسم علي بكثير من الأحداث والأساطير حتى لم يعد من الممكن الفصل بين الأثنين ولعل ذلك يعود إلى إهمال العائلة لتاريخها من جانب ، وآخر لعدم التوثيق ومع تقدم السنين لاتعير الاجيال القادمة لهذا الأسم قيمة وبالتالي يصبح تراث وتاريخ سائب يبحث عن مطالبين !

ولو نظرنا إلى كل المدن القريبة من مدينة لودر لوجدنا أن هناك اختلاف ورادع قبلي يساهم في كبح جماح الجريمة ، فلماذا هذا السوق بالذات مُباح فيه كل شيء ؟ ، إنها دعوة ادعوها لإنقاذ ماتبقى من أصالة وتراث وتاريخ هذه المدينة ، وقد تتفق أو تختلف معي رؤى الآخرين فهذا وارد !