البعداني بطل الملحمة الكروية في مباراة حرق الأعصاب بين المنتخبين اليمني والسعودي !

البعداني بطل الملحمة الكروية في مباراة حرق الأعصاب بين المنتخبين اليمني والسعودي !

كتب / الخضر البرهمي

خطف المنتخب الوطني للشباب الأضواء ليلة أمس الثلاثاء من على ملعب الملك فهد بن عبدالعزيز بمدينة الطائف ، عندما سحب بساط الفوز في آخر لحظات المباراة بأعجوبة وسحر من تحت أقدام لاعبي المنتخب السعودي وقلب الطاولة على المملكة صاحبة الجلالة والنفط والارض والجمهور ، واستسلم  المنتخب السعودي بإبتسامة وصدر رحب أمام أبطال مآكنة الكوتش محمد حسن البعداني التي لاتقهر !

محمد البعداني كان الرئة الخرافية التي يتنفس منها المنتخب اليمني ، وكان كذلك الساحر الذي يأتي بالحلول لفريقه في عز الازمات ، وأكثر من كذا مثل البعداني الرئيس لبلاده في ليلة القبض ، وقام بمقام الوزير وشيخ الكرة والمحافظ والمنقذ ، ولو أعطوه واحاطوه في وطنه بعساكر الشرعية والانتقالي وعملوا له الابراج العاجية والتماثيل لن يوفوه حقه !

لاداعي للدخول في تفاصيل المباراة الكل شاهدها وحللها  عبر ستالايت وترددات القنوات الفضائية ، ويكفي هنا أن نختزل التفاصيل في هدف المهاجم محمد البرواني ، المباراة كانت متعبة أتلفت الجهاز العصبي بحق وحقيقة لكل من شاهدها ، الذي من خلالها راهن المنتخبان اليمني والسعودي على كامل ثوابتهما البشرية وكانهما يلعبان في حلبة مصارعة ، بل وراهنا كذلك على الطريقة التي يستطيع معها اللاعبون تطويع كل آلياتهم وأدواتهم بأعلى درجة من الفاعلية ، المنتخب اليمني لعب بطريقة (4 ، 2 ، 3 ،1) شكل فيها اللاعب محمد البرواني رأس الحربة والقناص الماهر ، بينما لعب المنتخب السعودي بطريقة خالف تعرف (4 ، 1 ، 4 ، 1 ،) الذي لم يظهر من خلال هذه الطريقة بالمستوى الجيد والذي كذلك كانت عكس حسبان الكوتش محمد !

تمسك المنتخبان اليمني والسعودي بتضييق المساحات بين خطوطهما حتى ظن الجماهير أن كل منتخب يلعب بأكثر من (11) لاعب ، حيث كان من  المفترض على لاعبي المنتخب السعودي صاحب السيادة والأرض أن يغيروا من واقع خططهم المكشوفة التي سببت أكتظاظ للاعبين وسط الملعب ، وأوصلتهم إلى مرحلة الإختناق واليأس ، نتج عن ذلك كله مآتش غير متوقع من المنتخب السعودي  وافقده التركيز والسيطرة رغم تقدمه بتسجيل الأهداف وبالتالي بات سلاح في آيادي الخصم اليماني طيلة شوطي المباراة ليخطف الفوز أسف أقصد التعادل وينهار السعوديون أمام براعة وتكتيك وفن شباب الدولة اليمنية التي يعيش كل شعبها تحت أقدام الفقر !

كذلك استغل المنتخب اليمني  فرص التهديد والكرات الساقطة خلال نهاية شوط المباراة الثاني التي أتيحت لنظيره السعودي ولم يستفد منها ، ليرسم الفرحة على وجوه جماهيره من أنصاف تلك الفرص التي أتت إليه  على طبق من ذهب في ليلة مدلهمة سوداء مخيفة كهدايا مفاجئة ، جاءت ليحفظ بها اليمانيون الشباب ما وجوه رؤسائهم السبعة  !

محمد البعداني هو إختصار حقيقي لكرة القدم اليمنية وفخر لها وخاصة بعد ما أسقط السعوديين ليلة البارحة أمام جماهيرهم وجعلهم يبكون على لبنهم المسكوب !