شعب في العراء
بقلم/ حسين السليماني الحنشي
من المستحيل أن يعيش السمك خارج الماء في العراء؛ لأنه إذا فقد البيئة الخاصة به والملائمة لحياته وهو البحر لمات ، ونحن لا نجد السمك في العراء إلا من فارق الحياة!
لكن هناك سمك من نصف آخر يعيش دون مقومات الحياة ، يعيش في العراء دون أن يجد ولوا أدنى مستوى من الخدمات التي تعينه على البقاء ، فلا تذهبوا بعيدا ؛ فهو شعبنا الكلوم الذي فقد القيادة السياسية التي أنتجت حكومة لاتعمل في خدمة المواطن، فتجد المواطن في بلادنا بدون حكومة تقوم وزاراتها بالعمل الذي أنشئت له.
وهذا هو حالنا اليومي مع المعاناة... حيث لانعرف الوزارات التي تقوم بتأمين الخدمات... وحتى الجانب القضائي مفقود بشكل كبير؛ فتجد المواطن يتحاكم في محاكمه العرفية، وهو أيضاً (المواطن) من يبني أسواقه وينظم عملها اليومي(عاقل السوق)، وأيضاً دور العباد ...
ولاتجد من الأسماء والصفات لبعض الأشخاص، هذا معالي الوزير وهذا الرئيس الحالي وهذا السابق، وهذا المدير العام، وهذا القائد الأعلى، وهذا النائب الأول ووو...
وكل تلك مسميات جوفاء خالية حتى من الضمير الإنساني ، وروح والقانون ، لا كما هو موضح بالصورة التي نشاهدها في بلدان العالم ، من مسميات تدل على إسمها ، فتجد وزارة الداخلية تعمل على استتباب الأمن الداخلي...
وكذلك وزارة الدفاع تعمل على حماية البلاد وتحمي أولا وأخيرا أفرادها من نهب أموال جنودها، قبل حماية وطنها، فتجد الجندي مخلص لوطنه وشعبه، على عكس ما نراه اليوم!!!
وكذلك وزارة التربية والتعليم التي لاتعرف تلاميذها وموظفيها غير البحث عن مخصصات في المنشآت الجديدة ، فمثلاً كان الإضراب العام من المعلمين وتعطيل سير العمل التعليمي ، لكن لم نشاهد أو نسمع الحكومة بأنها تأسف عن ماجرى من تعطيل الدوام الرسمي على مدار فصل دراسي ! فهل تساءلتم يوماً تقديم الاعتذار للشعب، عن ماحدث من تعطيل الدراسة؟
وهذا لم يحدث في بلدان العالم، وخاصة التعليم الذي يعد الركيزة الأساسية في بناء الوطن!
فهل بقي للشعب من قيادة وحكومة؟ لا بل إن شعبنا يعيش مجرد من كل الإمتيازات التي يحصل عليها المواطن في شعوب أخرى.
الراتب متدني لأبعد الحدود ، ويجب أن يبني منه منزلاً أو يخرج منه إيجار ويشتري (الماء الملوث) وكذا الماء الصالح للشرب، والثلج في المناطق الحارة، والتدفئة في المناطق الباردة ، وعليه التأمين الصحي لعائلته، ومنه تأمين الطاقة الشمسية لمنزله، وأيضاً تأمين الاكلات على مدار اليوم لأسرته ،ومن الراتب أيضاً أن يتزوج منه. ويشتري بندقية من أراد أن يكون عسكرياً من أولاده في الجيش والأمن وكأننا في العصور القديمة..!
ويعتبر الراتب الشهري هو من أحقر الرواتب على مستوى العالم!
أنها مفارقات بين شعبنا وشعوب العالم الآخر!
فيعتبر الشعب في بلادنا شعب في العراء يواجه كل المصاعب والكوارث بمفرده!
فلك الله يا شعبي العظيم...