كنتُ وزيرا لخارجية اليمن ..
من المعروف أن الدول التي عانت من الصراعات كاليمن تحتاج لانتشالها إلى رجال عظام وقيادات استثنائية وكوني في ذلك الوقت مكلفا بالخارجية ونظرا لأهمية تلك الوزارة
وتلبية مني لنداء الواجب واستشعارا للمسئولية كان لا بد من جهود نوعية وقد باشرت ذلك الجهد والذي تمثل في خطوتين تكللتا بالنجاح وتجاوزت البلد على إثرهما تلك الحقبة المظلمة .
الخطوة الأولى :
إعادة هيكلة الوزارة من خلال :
١-القضاء على الفساد
٢- الترميم
٣- الترشيق
٤- التكنقرطة
٥- المأسسة
٦- إعادة صياغة رسالة الوزارة لتصبح مختصرة في الآتي :
{ إرساء ديبلوماسية وطنية تخدم الدولة وتحمي مواطنيها وتسهم في تحقيق سلم عالمي مبني على العدالة والمساواة والحرية }
٦- إعادة صياغة رؤية الوزارة لتصبح مختصرة في الآتي :
{ ممارسة ديبلوماسية استباقية تحقق الأمن والتنمية داخليا وتحقق شراكات متوازنة ومتكاملة مع الخارج }
الخطوة الثانية :
وضع خطة طموحة لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في :
إنهاء النزاعات الداخلية وإقامة نظام ديمواقراطي عادل يحقق الأمن والتنمية داخليا ويبني الشراكات الفاعلة والمتوازنة خارجيا ..
مراحل الخطة :-
المرحلة الأولى :
تحليل الوضع الراهن والإحاطة بتفاصيله
المدة : ٦ أشهر
الوسائل :
~ إنشاء مركز أبحاث خاص لدراسة النزاعات وتحليل أسبابها وتقديم توصيات عملية عاجلة وناجعة
~ إجراء مشاورات وطنية بإشراك كافة الأطراف المعنية بما في ذلك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وقادة الفكر والرأي
~ تحليل العلاقات الدولية من خلال تحديد الدول التي لها مصالح في النزاع ووضع استراتيجيات لإدارة هذه المصالح
المرحلة الثانية :
بناء الثقة
المدة : ١٠ أشهر
الوسائل :
~ إطلاق حوار وطني شامل
~ جمع الأطراف المتنازعة على طاولة مفاوضات
~ توفير ضمانات دولية لتطبيق نتائج الحوار
~ تعزيز الدبلوماسية الشعبية خلال برامج تدريبية وقنوات حوار مع الشباب والمجتمع المدني
~ التواصل مع الدول الداعمة بهدف ضمان دعم عملية السلام سياسيًا واقتصاديًا
المرحلة الثالثة : الحلول المستدامة
المدة : ٢٠ شهرا
الوسائل :
~ تطبيق وتنفيذ العدالة الانتقالية داخليا
~ توقيع اتفاقيات سلام دائمة خارجيا
~ وضع خطة شاملة لتشكيل سُلطة كفؤة
~ تحديد إطار زمني لتنفيذ الاتفاقيات
~ إعادة بناء الدولة
~ دعم المؤسسات الحكومية
~ تعزيز الثقة العامة
~ العمل مع الشركاء الدوليين لإعادة الاعمار
~ تشكيل قوة أمنية موحدة تُشرف عليها الدولة لضمان الاستقرار
~ا لعمل مع الأمم المتحدة لدعم برامج تنظيم السلاح وإعادة دمج المتناقضات
المرحلة الرابعة :
تعزيز العلاقات الدولية
المدة : ٣ سنوات
الوسائل :
~ إعادة رسم السياسة الخارجية من خلال تبني سياسة خارجية تقوم على عدم الانحياز والعمل مع كافة الأطراف الدولية
~ السعي إلى الحصول على دعم مالي وتقني لإعادة الإعمار
~ توقيع اتفاقيات استثمار دولية
~ إطلاق مبادرات لتحفيز السياحة والتجارة
~ تعزيز الصورة الإيجابية للدولة
~ المشاركة الفعّالة في المحافل الدولية
~ تنظيم مؤتمرات سلام واستثمار داخل البلد
المرحلة الخامسة : تقييم الأداء وتحسين السياسات
المدة : سنويًا
الوسائل :
~ وضع مؤشرات أداء رئيسية (KPIs) لقياس النجاح
~ إجراء مراجعات دورية لضمان استمرار فعالية الحلول
~ إشراك المجتمع الدولي والمحلي في تقييم الأداء ...
التحديات المتوقعة والحلول المقترحة :
1 . المصالح الدولية المتضاربة
الحل : التركيز على الدبلوماسية المتعددة الأطراف لإيجاد توازن بين المصالح
2 . انعدام الثقة بين الأطراف المتنازعة
الحل : الضمانات الدولية والمحلية لتطبيق الاتفاقيات
3 . ضعف الاقتصاد
الحل : إطلاق مبادرات اقتصادية بالتعاون مع الدول المانحة والمؤسسات الدولية ..
النتائج التي حصلنا عليها :
1 . تم إنهاء النزاعات وتحقيق السلام الداخلي
2 . تحسن الوضع الاقتصادي بشكل كبير
3 . تم تثبيت السلم الاجتماعي
4 . تعززت مكانة الدولة كفاعل دولي في تحقيق السلام والتنمية
5 . تم تداول السلطة سلميا
6 . تحققت لليمنيين أحلام المواطنة والمأسسة والقوننة والحوكمة ...
الخاتمة :
نتيجة لدقة ورعة الخطة سالفة الذكر فقد تم بناء عليها تحقيق السلام والتنمية وبنيت دولة قوية تمتعت بالاستقرار وأصبح وزير الخارجية علما يمنيا ومنقذا وطنيا وأصبحت الخارجية هي الفاعل الأكبر بالمشهد اليمني وتأكد الحميع بأن الوزير قائد تحويلي وشخص استثنائي أخرج البلد من عنق الزجاجة وانتشلها من خانة الدول الفاشلة وقاد الدولة والبلد إلى وضع أفضل ومستقبل زاهر .
وكالعادة في البلاد العربية تم إقالة الوزير أخيرا وإحالته للتحقيق بتهم متعددة كالفساد وغيره .
يبقى السؤال :
أكوووو عرب ؟ !