الرؤية الفوسفورية حول نقل العاصمة السورية ..

عبر التاريخ والعصور فإن كل دولة من دول العالم لا بد أن يكون لها عاصمة كمركز للإدارة والقرار .
وهذه العاصمة ينبغي أن تحتل المرتبة الأولى بين مدن هذه الدولة أو تلك من حيث أهميتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
 بل وتحظى بتفرد أيضا في النواحي الجيوسياسية والاجتماعية ناهيك عن الأبعاد التاريخية والعسكرية .
تليها تنازليا في الأهمية تلك عدد من المدن الأخرى المتميزة في جانب واحد على الأقل ذي بعد اقتصادي أو اجتماعي في أغلب الأحوال كموقعها من البحار ومنزلتها تجاريا وتميزها الاجتماعي .

وبالحديث حول العاصمة وما تمثله لكل دولة فالمعروف والمألوف أنه وفي أية دولة أو قُطْر يمكن تغيير موقع العاصمة ونقل منزلتها ونزع خصوصيتها إلى مكان آخر عند الضرورة .
وذلك لاعتبارات منها تراجع مكانتها من حيث الموقع ، وتدني منزلتها من حيث الفرص والمخاطر ومدى قدرتها أي العاصمة على الامساك بالأطراف .

أما عندما تصبح سلاسة الجيوسياسيا للعاصمة في تراجع وتمسي تراتبيتها الديموغرافية في تقهقر فإن العاصمة في هذه الحالة تكون قد فقدت عوامل كينونتها كعاصمة وهذا ما يمكن إسقاطه حاليا على العاصمة السورية
(دمشق)  ! !
حيث يجب على
صاحب القرار هناك المسارعة باتخاذ قرار شجاع وتاريخي يتمثل في نقل العاصمة إلى مدينة (حماة) أو إلى (حلب) حيث تتوافر العوامل الكافية في كل من المدينتين لاتخاذ أيّ منهما عاصمة للدولة السورية الوليدة .
ومن المعروف أهمية حماة وحلب كونهما حاضرتان وحاضنتان ذواتا رمزية تاريخية لدى العرب والمسلمين
 خصوصا والانسانية عامة .

ومما يجدر ذكره هنا أن البريطاني والفرنسي في (سايكس ، بيكو) حرصا على أن تكون دمشق هي العاصمة لأسباب أهمها : 
١- تسليم الحكم والقرار لأطراف (منبَتّة) حاقدة على العرب
٢- إبعاد القرار عن الحواضن العروبية ذات الثقل التاريخي والاجتماعي
٣- توظيفها لخدمة الكيان الصهيوني
٤- تعطيل دور الصغيرة جغرافيا والكبيرة ثقافيا والمهمة جيوسياسيا (لبنااان)
٥- منافسة ومناهضة (بغداد)
٦- النأي عن القاهرة بعيدا و في جميع المجالات 
٧- استهلاك الأغلبية العربية في سوريا عبر السلطة (المنبَتّة) وعبر برامج ومراحل لا تخفى على أحد ..
وبناء على ما سبق ونظرا لما تقتضيه مصلحة السوريين خاصة و عموم العرب فإنه يجدر بالإدارة السورية الجديدة دراسة موضوع نقل العاصمة إلى (حلب) أو (حماة) على وجه السرعة لتحقيق المصالح العليا وتصحيح (قرن إلا ربع) من القهر والقتل والتآمر والتدمير المدار في حقهم عبر مسمى دولة وحكومة ونظام بدمشق ! لا لجرم ارتكبوه سوى (جرم) انتمائهم للعروبة التي اختصت بحمل الرسالة الخاتمة وإبلاغها لعموم  الخليقة .
فإذا لم تكن المصالح العليا للشعب محط انظار السلطة الحاكمة في أي بلد فما عساها تكون المهام المنوطة بهذه أو تلك من السلطات والحكام وأصحاب القرار العرب منهم خااااصة ؟ ! 

بقي السؤال :
أكووو عرب ؟ !