معهد التدريب المهني التقني بتريم.. هل سيرى النور يوما؟

يظل سوق العمل في أي مدينة هو من يحدد نوع المخرجات التي يطلبها من التعليم، ويظل الطلب ملحا من قبل المجتمع على وجود تعليم يسهم في انتشال أفراده و-تحديدا- شبابه من البطالة التي صارت في انتشار رهيب تصعب كل محاولات إيقافها وصار الأمر يتطلب مواجهة بسياسات مرسومة ومدروسة بعناية من قبل السلطات -على الأقل- للحد من هذه البطالة.

يأتي التعليم والتدريب المهني والتقني
والاهتمام به، والعمل على إيجاده وخلقه من أبرز الأوجه التي تعين السلطات على هذا مكافحة البطالة، لما له من أهمية كبيرة في المجتمع من تلبية احتياجات السوق بتوفير المهارات والمعرفة اللازمة للعمالة الماهرة المطلوبة في مختلف القطاعات الصناعية والزراعية ومشاريع والخدمات. وتزداد فرص التوظيف. ويتم تعزيز الاقتصاد المحلي. كما يسهم التعليم المهني والتقني في توفير بيئة خصبة للابتكار من خلال إعداد أفراد يمتلكون المهارات التقنية والمعرفية اللازمة لتطوير حلول جديدة وتكنولوجيات متقدمة. كما يمكن للأفراد الحصول على مهارات تمكنهم من بدء مشروعاتهم الخاصة أو تحسين مستوى معيشتهم، مما يعزز من قدرة المجتمعات على تحقيق الاكتفاء الذاتي والنمو المستدام.

مدينة تريم حضرموت حققت في العشرين سنة الأخيرة نموا سكانيا وعمرانيا هائلا سواء من قبل مجتمعها، أو باستقطاب مجتمع مضيف وجد فيها ملاذا لتوافر الخدمات بمستو يشكل حالة قلما تجد لها نظيرا في طول البلاد وعرضها. والأهم من ذلك درجة الأمن والأمان العالية التي تسود المجتمع التويمي .

كل هذا أوجد سوقا للعمل يتطلب عمالة على مهارة تدريبية عالية تلبي احتياجاته، كما أوجد كثافة في العمالة نتيجة الزيادة السكانية، ولكنها تفتقر إلى المهارات المطلوبة التي يحتاجها سوق العمل. في الوقت الذي مخرجات التعليم حاليا لا تلبي هذه الاحتياجات -مع الأسف-.
لذا تصبح من الضرورة التي لا يجب أن يغفل عنها كل ذو عقل رشيد في السلطات التي تدير الأمر في تريم خاصة، ووادي حضرموت عامة هو فتح معهد للتعليم والتدريب المهني والتقني، -خصوصا- وأن جميع المقومات متوافرة لهذا المعهد.
فالكفاءات التي ستدير المعهد حاضرة وبقوة من تريم، ولن يكون عناء في الاستقدام من خارجها. والطلاب الذي يطمحون للالتحاق بهذا المعهد أيضا تريم ستلقي بهم جماعات وأفرادا، بل وسيتوافدون من المديريات القريبة.

ولقد علمت بأن هناك تعليمات بفتح هذا المعهد منذ خمسة عشر عاما، ولكن المعوق الرئيس والوحيد هو عدم وجود أرضية لبناء هذا المعهد.

وهنا يقفز السؤال:
ألا تستطيع مديرية تريم بسلطاتها، وشخصياتها الاجتماعية الاعتبارية، والتجار ورجال الخير على إيجاد مساحة لذلك؟
ألا توجد في كل هذه المساحات الشاسعة المترامية الأطراف والتي لا تغيب عن من يقف ليرمي بصره حيثما أتفق له مساحة صغيرة تكف لأن تحتوي مبنى لمعهد طال انتظار وجوده ليخدم المجتمع.
والتعليمات بإنشائه ترقد منذ خمسة عشر عاما.
هي دعوة إذن في ختام هذا الحديث نوجهها لكل من لديه قدرة أن يوفر هذه المساحة أن يبادر، ففي ذلك له خير عظيم، يعلمه أكثر مني هو وأهل تريم الذين تربوا على القيم الفضلى وكانوا على مر تاريخهم المجتمع الأمثل...