عمرو و خطابه للتحالف
الزعيم القبلي عمرو بن حبريش ، مثله مثل أي فرد من أفراد الأمة يأخذ من كلامه ويرد .
استمعت لعمرو مقطع من حديثه وهو يوجه خطابه للتحالف خلاصته : ( يقول يا تحالف أما أن تقدموا من عندكم الحل لنا نحن كحضارم للخروج من هذه الأزمة التي بلغت مداها ، أو نحن عندنا الحل ، اتركونا ندير شؤون بلادنا و نحكمها حكما ذاتيا .
بعيدا عن إساءة الظن ، و التجريح والتخوين و الشطحات و النطحات وغيرها من هذه المفردات ، دعونا نقف عند كلام الرجل بكل صدق وحيادية فما كان من صواب أخذنا به وما كان غير ذلك رمينا به عرض الحائط.
مناشدته وخطابه للتحالف كان صوبا ، خاصة وكلنا يعلم الدور الذي يلعبه ، وبالذات دولتي السعودية والإمارات فدورهم واضح في اليمن ، و نظن كذلك أن امرهم نافذ على الجميع .
فهم أصحاب ما يسمى بالمبادرة الخليجية ، وهم الذين احتظنوا ورعوا تغيير الرئيس هادي و احلال بدلا عنه مجلس الرئاسة ، وكذا تغيير رؤساء الحكومات اليمنية والوزراء والمحافظين وكبار القادة العسكريين ، كل ذلك لا يتم إلا برعاية وإشراف مباشر وموافقة منهم.
أما الوضع الاقتصادي و ملفاته وهو الاهم ، هو الآخر بيد التحالف ، حتى أنه يقال إن عائدات النفط اليمني وغيرها تورد الى البنك السعودي.
نعم كان كلام عمرو واضح ، ويدرك أن للتحالف دور يمكن أن يلعبه في معالجة أوضاع اليمن ، وبدرجة أساسية حضرموت التي يعيش اهلها تحت خط الفقر ، على الرغم ما تزخر به بلادهم من ثروات ومقومات اقتصادية لربما قلما توجد في دولة من الدول مجتمعة ، فثروة نفطية و معدنية ، و سمكية وزراعية وسياحية ، ومنافذ برية وبحرية ...الى اخر ذلك.
نعم كما ناشد عمرو التحالف ، ولا أظن الا ان هذه مناشدة كل مواطن حضرمي حر ، أما أن يكون للتحالف تدخل أجابي لما وصل إليه حال الناس ، أو يتركوهم و شانهم وهل مكة أدرى بشعابها.
أن التحالف اليوم يقع على عاتقه قضية إنسانية وأخلاقية وشرعية ودينية وقانونية وهو ايقاف ورفع هذا العبث والتدهور في حياة الناس المعيشية والخدمية ، وليعلم أن كثير من الناس في هذا البلد وهم السواد الأعظم أصبحت حياتهم في جحيم لا يطاق ولا نستغرب أن قلنا ان كثيرا منهم أصبح عاجز حتى عن توفير لقمة عيشه.
فإذا كان التحالف جاد في رفع الغبن والظلم عن المواطن ، فهذه ثلاثة أمور نراها كفيلة بحل هذه المعاناة ولا تحتاج إلى تاخير .
اولا : الضغط لعودة كل المسؤولين والقادة العسكريين والمدنيين ، وقادة الأحزاب ، وغيرهم الذين في الخارج و يستلمون رواتبهم و معاشاتهم من الدولة و بالعملة الصعبه ، ويعيشون حياة الترف والبذخ و على حساب المواطن المسكين الذي يدعون تمثيله والدفاع عن حقوقه زورا وبهتانا.
ثانيا : الوقوف إلى صف الاصوات المنادية الى لمحاربة الفساد ونهب المال العام ، بخطط مدروسة وبرامج محددة مزمنة ولو بالاستعانة بالمنظمات والهيئات الحقوقية الدولية والإقليمية ، لان الفساد هو المعيق الرئيس لتدهور الوضع الاقتصادي المنهار ، فمهما قدم من مساعدات و ودائع مالية في خزينة الدولة فأنا مصيرها الى خبر كان .
ثالثا : أن تغيير رئيس مكان رئيس وحكومة مكان حكومة ووزير مكان وزير ، ومحافظ مكان محافظ والقائد الفلاني بدلا عن القائد العلاني لا يحل مشكلة ، فالمشكلة ليس في الأشخاص بل هي في منظومة مهترئة فاسدة وأنظمة عقيمة وغياب مؤسسات الدولة و مبدأ المحاسبة والمراقبة ، فلذا الأمور تحتاج إلى علاج جذري كامل .
فإذا التحالف عجز عن ذلك و ليس بمقدوره فعل شئ فهاهي حضرموت تطالب بحكم ذاتي فلا نقف في طريقها ، بل نمد لها يد العون والمساعدة للوصول إلى ذلك و لعل في هذا خير وبركة ليس لحضرموت فحسب بل و لليمن جنوبه وشماله و شرقه وغربه ، فاستقرار اليمن من استقرار المنطقة واستقرار المنطقة من استقرار اليمن .
وفق الله الجميع لكل خير.