أين هي السعادة
ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻗﺎﻡ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﻴﻦ لبحث ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ أﻗﺘﺮﺡ ﺷﻴﻄﺎﻥ من الجالسين فقال: ﻧﺴﺮﻕ منه ﺛﺮﻭﺗﻪ، ﺭﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﻞ ﻧﺰﻳﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﺷﻘﺎﻭﺗﻪ
قاﻝ شيطان ﺁﺧﺮ: ﻧﺴﺮﻕ ﻋﻘﻠﻪ، ﺭﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺤﺲ ﺑﺘﻌﺎﺳﺘﻪ؟
فقامت ﺷﻴﻄﺎﻧﺔ ﺷﻤﻄﺎﺀ ﻭﻗﺎلت: ﻳﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ، نسرق منه ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ؛ لأنها ﻫﻲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ في الحياة، ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺴﺮﻕ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ !
ﻭﺍﻓﻖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ أﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻭﺳﺮﻗﻮﺍ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﻓﻌﻼً ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ،
ﻓﻈﻬﺮﺕ ﻟﻬﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻦ ﻳﺨﺒﺌﻮﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، بعد سرقتها ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﺜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﺮﻉ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺔ ﻋﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ !
ﻫﻨﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎنة ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺧﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻪ! ﺧﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻪ! ﺳﻴﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍلآﺧﺮ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺭﺟﻪ! أﻧﺤﻨﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﺔ ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺟﻤﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟّﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ.
العبرة من القصة:
أﻧﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ تصنع ﺳﻌﺎﺩتك بنفسك، لان اﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﺗُﻤﻨﺢ إﻧﻤﺎ ﺗُﺼﻨﻊ، فالرضا ﺳﻌﺎﺩﺓ، وﺍﻟﺤﺐ ﺳﻌﺎﺩﺓ، وﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺳﻌﺎﺩﻩ، وﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ، وﺍﻟﺼﺤﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ، وﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﻌﺎﺩﺓ، ﺍﻟﺴﻌﺎﺩة هي ﻗﺮﺍر.
انتظروني في الجمعة القادمة إن شاء الله، ومع قصة جديدة من قصص الماضي والحاضر...
جمعتكم جمعة خير وبركة عليكم، وجمعة صدق ومحبة، وجمعة نصر وتمكين لإخواننا في فلسطين، وفي غزة خاصةً، وجمعة أخذ العبرة والعظة.
محبكم/
د. فوزي النخعي
17 / رجب/1446هج.
الموافق: 17 / يناير/2025.