وزارة النفط في عهد بن شملان واليوم

فيصل بن شملان رجل المواقف الوطنية ، تحت هذا العنوان وبمناسبة الذكرى الخامسة عشر لوفاته ، نظم حزب التجمع اليمني للإصلاح و بقاعة مركز التفوق بتريم ندوة كرست عن الفقيد بن شملان،رحمه الله تعالى ومحطات من حياته.

الندوة أعادت بي الذاكرة إلى ما قبل حرب صيف ٩٤م،عندما لمع نجم بن شملان،بتوليه حقيبة وزارة النفط في عهد الرئيس علي عبدالله صالح .

ولكون إحياء ذكرى وفاة بن شملان كوزير أسبق للنفط ناجح في عمله ،تأتي متزامنةً مع ما يدور هذه الأيام من لغط و مد وجزر وتبادل للاتهامات حول فساد في قطاع النفط و دوائره ،  وخاصة فيما يتعلق بنشاط شركة بترومسيلة والكشف عن وجود مصافي سرية قيل إنها تعمل بطرق مشبوهة وغير قانونية.

لذا حبيت أن أسلط الضوء على الحقبة والفترة الزمنية التي تولى فيها بن شملان مهام وزارة النفط،والوضع اليوم وما آلت إليه وزارة النفط و منشآتها من فشل ذريع وفساد ضارب اطنابه.

بعد حرب ٩٤م اليمنية إلتقيت بالمهندس بن شملان ببيته في عدن ، و كان اللقاء معه فريداً من نوعه؛اتحفنا خلاله بكم هائل من المعلومات عن نشاط وزارة  النفط ، وإنتاج المنشئات النفطية و القطاعات النفطية العاملة في البلاد،في حينها،والعقود المبرمة معها وغير ذلك من هذه الأمور ،  ولك عزيزي أن تتصور حديثاً من هذا النوع ومن رجل اتصف بالوضوح والشفافية والنزاهة والحس الوطني،عليه رحمة الله تعالى.

نعم كان أبو تمام يحمل مشروعا طموحا لليمن بشكل عام والارتقاء بإدارة الثروة النفطية و المعدنية بشكل خاص، وبما يعود بالنفع و الخير على الوطن والمواطن ، ولكن أتت الحرب المشؤومة وقضت على كل أحلام الرجل في تحقيق ما يصبو إليه من نهضة لبلاده و موطنه.

اليوم وفاءً و عرفاناً لمثل هذه الشخصيات الوطنية السامقة ، أمثال المهندس بن شملان ، ومع ارتفاع الأصوات الحضرمية المنادية بإيقاف العبث والفساد والنهب المنظم للثروة النفطية،علينا جميعا أن نصطف في صف واحد ، و تتشابك الأيدي،لنقول وبصوت مرتفع:كفى نهبا وعبثا بثرواتنا النفطية .

وأنه من غير المعقول ومنطق الأمور وبعد هذه السنوات العجاف،أن تأتي الدولة ممثلة بمجلسها الرئاسي لتساوم وتفاوض على بيع حصة قليلة من محزون نفط حضرموت المستخرج ، لتلبية حاجة خدمة الكهرباء في ساحل ووادي حضرموت.
 
أيعقل أن كل هذه السنوات من إنتاج حضرموت للنفط لم تلبِّ لها حتى مثل هذه الخدمة؟؟ والله شيء غريب و مخيل و كيف تحمّل الشعب ظلماً كهذا؟؟!

اليوم علينا أن ندرك أن زمن الاستغفال والاستهبال قد مر وليعلم القاصي والداني أن الثروة المعدنية و النفطية في حضرموت يجب أن تسخر لخدمة أهلها اولاً وبما يعود عليهم بالخير في أمور دينهم ودنياهم.

فعلى القوى الحيّة في المجتمع الحضرمي أن تطالب وبقوة بإعادة هذه الثروة المنهوبة و رد الإعتبار لحضرموت و الحضارمة وتعويضهم عن زمن الحرمان والظلم والجور ، وما ضاع حق وراءه مطالب.