"الرحمة أفعال وليست مجرد أقوال"

  

رجل فاقد للذاكرة غاب  عن بيته مدة ثلاث سنوات، بالصدفة وجده أولاده وجدوه عن طريق إحدى دور الرعاية، كانوا يعتقدون أنه عندما  ما يراهم  سيحتضنهم، لكن للأسف لم يتعرف على أي واحد منهم، لأنه لم  يتذكرهم نهائياً على رغم من محاولاتهم الكثيرة، لكي يذكروه بهم، مرة عن طريق الصور  التي على الهاتف، ومرة عن طريق بطاقاتهم الشخصية، لكن دون جدوى.

ووسط هذه الأجواء المتوترة، دخلت زوجة الابن المنقبة التي كانت تخدمه وترعاه، واقتربت منه ورفعت النقاب، وفجأة صرخ الرجل  من الفرحة، لأنه تذكرها  فوراً واحتضنها، وبدأ بالبكاء، لقد كانت تطبطب عليه وتُقول له: "لقد بحثنا عليك كتيراً يا بابا، لأنك أنت نور بيتنا وبهجته وسروره".

الغريب أنها حاولت أن تذكره بأحفاده من خلال الصور على الهاتف، لكنه لم يتذكر أي أحد منهم   كانت هي الوحيدة فقط التي تذكرها من بين كل ابناءه واحفاده.

 العبرة من القصة: 

كل شئ ينسى، إلا المعاملة الطيبة وأثرها في نفوس الآخرين، لأن المعاملة الحسنة تخترق القلب ولا تحتاج إلى ذاكرة العقل، لأن الحب والحنان لا يباع ولا يشترى.

 محبكم/ 

   د. فوزي النخعي

 24 / رجب/1446هج.

 الموافق: 24 / يناير/2025.