ما أشبه الليلة بالبارحة
نستعرض هنا موقف من فصول التاريخ الإسلامي المحزن والمخجل في آن .
بسبب تفسخ رأس الخلافة الإسلامية وتميعه، دخل المغول بغداد محتلين، فقام هولاكو بقتل العلماء والتجار والقضاة، وأمر جنوده أن يبقوا المعتصم حياً ليدلهم على مخابئ الذهب والفضة والنفائس الثمينة وكل المقتنيات الثمينة داخل القصور وخارجها. ومنها ما كان يستحيل الوصول إليها بدونه حتى أنه أرشدهم إلى كنز من الذهب الخالص مطمور بنهر متجمد لا يعلم أحد مكانه.
وعندما رأى هولاكو كل هذه الكنوز المكنوزة، التفت إلى المعتصم وقال له: لو كنت أعطيت جزءاً من هذه الكنوز لجنودك لحموك مني.
ثم استعرض هولاكو الجواري الحسناوات وعددهن 70 زوجة و 1000 خادمة. فبكى المعتصم لكنه لم يبك على تلك الكنوز والأموال التي استولى عليها هولاكو، بل بكى حين رأى هولاكو يستعرض الجواري الحسناوات.
فضحك هولاكو وأمر جنوده أن يضعوه في كيس من الخيش ويرفسوه بسنابك الخيل وأقدام الجند حتى الموت.
يقول المؤرخون: إن ما جمعه بنو العباس في خمسة قرون أخذه هولاكو في ليلة واحدة.
وسيقول المؤرخون: إن ما كان يكفي الأمة العربية لعدة قرون أخذته وتاخذه أمريكا والغرب ومازالوا يفعلون.
ولو أنفقت الأنظمة العربية كل تلك الأموال (المهدرة) على شعوبها في التعليم والبناء والبحوث العلمية ومساندة بعضها البعض، لكانت أقوى الأمم وكانت شعوبها أرقى الشعوب.
ما أشبه الليلة بالبارحة.!!