(البطاط) قبل الوطن...!!
قد يستغرب القارئ للعنوان أعلاه ,
ولماذا البطاط قبل الوطن....؟
فهذه الكلمة سمعتها من أحد المواطنين البسطاء الذي يهمه قبل كل شيء توفير الغذاء لأطفاله .
ولكي نزيل علامات التعجب والإستغراب دعونا نبحث في وضع المواطن المعيشي والخدمي وتأخر المرتبات والإنهيار المتسارع للعملة الوطنية التي فقدت قيمتها تماماً...
وكذلك الإرتفاع الجنوني للأسعار التي تتبدل وتتغير على مدار الساعة واليوم دون حسيب ولا رقيب...!
فالمواطن أو الموظف أو الجندي إذا تفضلت الحكومة وبادرت في صرف مرتبه الشهري فيكفيه على أقل تقدير للاسبوع الأول من الشهر ثم يبدأ رحلة شاقة في البحث عن ما يؤمن به مصاريف أولاده لبقية أيام الشهر....!
وتبدأ تلك الرحلة (الصعبة) بقرع أبواب المتاجر وبسطات الخضار لعل ذلك المواطن ينجح في إقناع التاجر أو بائع الخضار بترحيل بعض الديون المتراكمة عليه للشهر المقبل ....
ليبذل بعدها جهود غير عادية لإنتزاع موافقة التاجر لتوفير بعض المواد الغذائية الضرورية للأيام المتبقية من الشهر ويضيفها على المديونية السابقة.
هذا عدا الإلتزامات الأخرى كمصاريف المدارس والأدوية والمياة ، والغاز المنزلي الذي نسمع هذه الأيام بأن حكومتنا الموقرة تفكر في زيادة سعر اسطوانة الغاز لتكمل بها مانقص من الإنهيار والعجز الحكومي عن توفير حياة مقبولة لهذا المواطن...!
فبعد كل هذه المعاناة والصراع اليومي ما بين المواطن والوضع المعيشي المزري هل يجد المواطن وقت للتفكير بالوطن وحبه وإنتماءه لوطنه...؟
الوطن ليس المكان الذي يولد ويقيم فيه الإنسان مع جماعة من الناس ويربطه بهم التاريخ والحدود الجغرافية والمصالح المشتركة والشعور بالإنتماء ، فحسب ....؟!
بل هو حماية المواطن وتسهيل أمور حياته والتكفل بحقوقه ...
الوطن حياة معيشية لكل المواطنين وبأسعار مناسبة تكون في متناول الجميع...
الوطن كما يفهمه الفقراء هو رغيف خبز وشربة ماء وسقف ودفئ ..
الوطن/ توفير الخدمات كالدواء والغذاء والماء والتعليم والكهرباء والأمن والأمان.
لا وطن ينعم بخيراته وثرواته الحكام ، ومادونهم يحرمون ويموتون جوعاً وعوزٱ.
سئل الفيلسوف جان جاك روسو ، ماهو الوطن...؟
فقال/
الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه "مواطن" من الثراء ما يجعله قادراً على شراء "مواطن" آخر ، ولا يبلغ فيه "مواطن" من الفقر ما يجعله مضطراً أن يبيع نفسه أو كرامته...!!
فدعونا نبحث عن الوطن المسلوب لننتزعه من أيدي تجار الحروب والأثرياء(الجدد) والمتسلقين لنعيده لحضن عامة الشعب ليحيا الجميع في سلام وامان ووئام.