من اجل ثقافة خالية من الفساد
تجاوز الحد المعقول في التصرف بكل ما نملك يعرف بإنه يوطد لمنظومة فساد حتى على المستوى الشخصي فيما يعرف مثلا بالترف المادي بين فئات خاصة ولمحاربة الفساد أنشئت لذلك مصفوفات رسمية كتبني الدولة مثلا لتفعيل جهات مختصة بمحاربة الفساد وإجتثاثه لكنها تحولت من ماهي عليه إلى مسميات وتعريفات شكلية وعلى الهامش الحكومي في كثير من البلدان ومنها اليمن الذي تخيم فيه وتنمو أشكال الفساد بصوره وأشكاله المختلفة وبسرعة مخيفة وتحديدا بعيد وأثناء الحرب الدائرة منذ أكثر من عشرة أعوام زاد فيها الفساد وخيم عليها بأدواته وأشكاله المعروفة في ظل مواجهة غير سوية للحد من إنتشاره المخيف بصوره رخوة قابلت بها الحكومة هذا الفعل الكاسح الذي هد كيان الدولة بطرقه المعروفة والتي باتت معلومة للكل ولاتخفى على أحد .
هذه الثقافة المكتسبة من كل المصادر المختلفة لمفردة الثقافة الحاصلة التي تتماهى وتتناسب مع الفعل الإنساني النبيل من منابع هذه الثقافة ومصادرها الأساسية يجب أن تتأصل فيها قيم إنسانية نبيلة تضفي على المشهد حيوية وألقا مستمر يقابل ذلك مشهد الثقافة أقرب إلى الإستهلاكي بصورة مطاطية وبشعار عابر منمق لايتجاوز حدود الأمكنة الحياتية والزمنية معا ولأجل مغادرة مشهد الضبابية الحاصل لابد من توفير قنوات مدروسة تعجل من الخلاص بحجم هذا الفساد الذي تحول إلى إرث مكتسب في العديد من الحالات التي نعيشها ونتفاعل معها ما يخلق مزاجا عاما لايتناسب و الحلول المتبعة التي تعتبر مكافحة للفساد لغياب الرؤى الملزمة والخطط والبرامج الصحيحة في هذا المجال مما يفاقم من هشاشة المواجهة ضد هذه الثقافة الغير سوية بالمقابل تزداد تناسبيا هذه العلاقة في تأصيل إرث ضخم من هذا الفساد المكتسب الذي يصعب معه خلق المعالجات المطلوبة لمواجهته .
تزداد منظومة الفساد في غيها وتجذرها العميق بين مصفوفة نخب الشعب الحاكمة ما يولد تضادات مستمرة من قبل المحيط المعاش تحت خط الدولة المجتمع مثلا ما يخلق حالة غير سوية بين كلا الطرفين تزداد معه حياة الناس بؤسا وشقاء وتعاسة بشكل غير طبيعي في علاقة تزايديه من الأدنى إلى الأعلى تاركة معها مساحة فقر قد أحدثته هذه الفئة المتسلطة وعكست نتائجها على مجمل الحياة في مكنونات هذا الشعب بسبب سوء الإدارة وغياب الضمير الإنساني التي تتوارئ معه قيم العيش الحقيقية السوية التي تتخللها تداخلات غير طبيعية مصدرها الفساد السياسي الحاصل هنا وبطرق مختلفة في مفهوم الفساد المنتشر بين كل صفوف وفئات الحكومة والسلطة التي ترزح تحت وطأته مجتمعات الشعوب التي هي بحاجة إلى إحداث ثورة حقيقية ضد تعريفات الفساد الحاصل ومجابهته والتصدي له .
لابد من إيجاد حلول متزنة توازي بالضرورة الفعل السوي لمجابهة كل هذا الكم الهائل من إرث فساد صار كمنظومة طبيعية ومتعارف عليها في الأداء الحكومي لأي سلطة قائمة على أسس هشة لاتعدو في كونها كنتونات بسيطة المنشأ والأداء معا وهو ما يعجل بزوال مثل هذه الزوايا السلطوية على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة داخلية تقوم في الأساس على التصدي والمواجهة الحتمية مع أعتى سلطة فاسدة تجثم على خيرات ومكتسبات الشعب أيا كان توجهه وأيا كان إنتماءه على النخب الثقافية تقع مسؤولية كبيرة جدا في إحداث نقلة نوعية هامة وبلورة مكتسبات قد تحققت بفعل الوعي الجمعي لهذي الفئة من بين كل الفئات المطالبة اليوم بالتصدي والمجابهة لكل هذا الإرث السلطوي الحاكم عن طريق بنية الفساد الحاصل اليوم وتعزيز مفاهيم تعرف هذا الكم الهائل من مفهوم الفساد بالطرق المتبعة السليمة الرامية إلى التصدي وإجتثاث في مفهوم كل فعل غير سوي مخالفا للفطرة الإنسانية السليمة الرافضة لكل سلوك مدمر في بنية هيئة السلطة الحاكمة بالتعريف الطبيعي والمكونات الإنسانية البحتة التي تدعو إلى خلق بيئة سياسية قائمة على نبذ تعريفات غير سوية وذات أضرار مدمرة على كل المستويات المتشعبة والمتفرعة في هذه البيئة السياسية .
26/1/2025