قلها أن راتب المعلم سيتساوى براتب الوزير يابن مبارك!!

لم يعد يخفى على أحد ما وصل وأصاب المعلم من ظلم وضيم واقصاء وتهميش ومحاربة سرًا وعلانية علم بها القاصي قبل الداني، قطع معاشه، حجبت عنه العلاوات السنوية، تاخرت رواتبه وأحيرًا امتحن صبره كي يقيسوا مداه!؛

أكثر من خمسة عشر عامًا ينادي بحقوقه حتى ظهر هذا الأسبوع رئيس الوزراء بتصريحات صحفية تحدث عن نية الحكومة في تصحيح أوضاعهم المالية وأهمها انتظام صرف معاشاتهم الشهرية قبل الجميع، جاء ذلك بوقت  
لم تعد مطالب المعلمين تتمثل في انتظام صرف المعاشات كل شهرأو إقرار العلاوات السنوية أو إطلاق سراح التسويات الوظيفية التي تم التذرع بها "زمان"  مرارًا وتكرارًا على مدى أكثر من عقد، تلك المطالب التي كانت في بدايتها تعتبر بمثابة الحلول المحتملة التي كانت قد تحل المشكلة والتي للأسف كانت تقابل بالرفض أو بوعود فارغة تجتمع على طاولة التسويف والمماطلة دومًا.

لكن اليوم وبعد سنوات من التجاهل وإهدار الفرص المطروحة والخيارات المتاحة وبعد استباحة واضحة  لكرامتهم ارتفع سقف مطالبهم بشكل جلي وواضح، أصبحوا فيه أكثر وعيًا وادراكًا، وعلمهم المطلق بأن الحلول الجزئية أو الترقيعية لم تعد كافية، وإنهم بحاجة إلى شيء أكبر وأعمق وأكثر جدوى يعيد لهم ما سُلب منهم، وهذا لن يتم حتى يبدأ بزيادة الأجور التي قد تليق بتضحياتهم بمقدار 500% بحيث تتساوى مع رواتب الوزراء أنفسهم أو أكثر إن كنت (حضرة جنابك) فعلًا جاد في الكلام.
رواتب ثابتة لا تتزحزح بهرولة العملة المحلية أو تدنيها التي تنخفض قيمتها مع مرور الزمن بسبب التدهور المستمر لها، يجب أن تكون رواتب قابلة للزيادة مع ازدياد الصرف.

المعلم لا تكتمل العملية التعليمية إلا به، ولا تبنى الاوطان إلا به، فهو عمود الأوطان وحجر زاويتها، ولا ترقى الأوطان لمستوى قياسي عالمي إلا به، إذن لماذا لايكون معاشه في أعلى سلم للرواتب على الإطلاق، وما المانع في أن يكون راتبه هو الأعلى والاضخم والأكثر قبضًا على الإطلاق أيضاً!!،  حتى يواكب ما تمر به البلاد من تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، فلا يعقل أن يكون معاشه الشهري في أسفل القائمة بين موظفي الدولة مع تزايد المتطلبات اليومية في حياة الجميع وفي وقت يشهد فيه الاقتصاد المحلي تراجعًا وتدهورًا مستمرًا في العملة المحلية، لذا 
معالي دولة رئيس الوزراء أنت اللبيب والحصيف والذكي والعالم بما يمر به المعلم من تحديات جسام ولست بحاجة لشرح حتى تشخص الحالة وتصف لها العلاج إن كنت فعلاً يهمك المعلم وأن قضيته قضيتك وأنها على سلم أولوياتك كما قلتها يومًا، فعليه لماذا لا يُصرف راتب المعلم بعملة أجنبية ثابتة تضمن له مستوى معيشة لائقًا بعيدًا عن تقلبات الطقس الإقتصادي وسوء العيش الذي جعل من الحياة عبئًا ثقيلًا...!.
أما عن الوعود المزمنة و"فقاعات" التصريحات التي تطلق هنا وهناك والتصريحات فهي لم تعد تجدي نفعًا أو تخدع أحدًا أو ينخدع بها معلم ما بعد الآن خاصة بعدما شبع إلى "حد الثمالة" من الكلام المعسول المغسل بالتلوّكا المعتاد، أن المعلمين اليوم أصبحوا أكثر دراية بما يدور حولهم من محاولات لإمتصاص غضبهم عبر كلمات قد لا يليق بي أن اصفها بانها جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، او تنطلي عليهم تلك اللُعب المستهلكة والوعود المتكررة.

لا يعقل وفي لحظة تأزّم الوضع يأتي رئيس الحكومة وهو الذي كان قد وعدهم سابقًا بتحسين وضعهم ليظهر نفسه بمؤتمر صحفي ويتحدث عن تحسين مستوى عيش التربويين بعد أن علم ان الشوارع تغلي من سخط التقاعس الحكومي لهم، إنهم ليسوا مغفلين سيادتك ولا يقبلون بإنصاف الحلول أو أن يُخدعوا بنفس الطرق مرة أخرى.
لقد آن الأوان أن يُرفع الصوت عاليًا وأن يعلن المعلمون فيه عن تصعيدهم العلني يطالبون بحقوقهم المشروعة من خلال الإضراب المفتوح الذي من خلاله سيكون سلاحهم الأخير لاسترداد حقوقهم، مع علمهم  أن لا شيء سيعود لهم إلا عبره وعبر "لي الذراع" نعم.. نعم.. لي الاذرع، ولا أمل لهم ولديهم في تجديد مواعيد "عرقوب" التي لا تؤدي إلا إلى تأجيل الحقوق والزيادة في المماطلة فالحل الآن وليس غدًا.
الوقت قد حان للمعلمين لرفع شعار "الإضراب والتصعيد"، فهذه هي الآلية الوحيدة التي قد تضمن لهم استرداد حقوقهم. وتذكّروا أن "البادي أظلم"، فقد صبرتم طويلاً، ولا مجال للعودة إلى الوراء بعد الآن أبدًا.