العميد أحمد بن أحمد الفقيه قائدٌ شامخٌ من صلب المعركة
يُعد العميد أحمد بن أحمد الفقيه، الملقب بـ "أبو توفيق"، أحد أبرز القادة العسكريين الذين برزت أسماؤهم في حرب صيف 2015م، تلك الحرب التي أظهرت أروع صور البطولة والتضحية من أبناء الجنوب الأبطال. هو القائد الذي أثبت وجوده في ميدان القتال بقوة وبسالة، حيث أسهم بدور محوري في تحرير أرض الجنوب من براثن الاحتلال الحوثي وأعدائه.
لم يكن للعميد الفقيه فقط حضورٌ لامع في ميادين القتال، بل كان رمزًا للتضحية، حيث ضحى بأكثر من شهيد من أفراد أسرته الكرام. وبينما سقط العديد من أبناء وطنه شهداء، نال هو شرف الجرح مراتٍ عدة، كان آخرها في قطاع الجب، حيث كان يشغل منصب أركان حرب اللواء المشاة الثاني. هناك، كان يتنقل بين المواقع الأمامية للجبهة، متقدمًا الصفوف الأولى، وموفرًا قيادة ميدانية حاسمة لكل المعارك.
منذ بداية حرب 2015م، كان العميد الفقيه أحد القادة الذين قادوا الانتصارات الميدانية في جبهة الضالع. وكان له دورٌ بارز في تحرير قطاع حجر، حيث تولى قيادة القطاع التاسع، ونجح في تحريره من قبضة المليشيات الحوثية، ليبقى هذا الإنجاز خالداً في الذاكرة كأحد محطات النصر الكبرى التي حققتها المقاومة الجنوبية.
إثر هذه الانتصارات، تولى الفقيه منصب أركان حرب للواء السادس صاعقة، ثم أركان حرب للواء الثاني مشاة، وواصل دوره القيادي الرفيع في كل الميادين. ورغم كل ما قدمه، إلا أن هذا القائد الشجاع اختار أن يبتعد عن الأضواء الإعلامية، مركزًا اهتمامه على الجبهة وواجباته الوطنية، ليكون دائمًا في الطليعة، حاملاً على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الأرض والعرض.
وقد نال القائد الفقيه احترام الجميع، بما فيهم خصومه، فتذكره المليشيات الحوثية بالكثير من الرعب كلما ذكر اسمه في جبهة الضالع، فهو ليس مجرد قائد عسكري، بل هو رمز للمقاومة الشجاعة التي لا تقهر.
وعلى الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها في سبيل وطنه، ومن بين هؤلاء الشهداء الذين سقطوا في معركة التحرير، يظل اسم الشهيد شفيق أحمد مسعد المقرعي، شقيق القائد أبو توفيق، أحد الأسماء التي ستظل خالدة في ذاكرة الشرف والبطولة.
اليوم، لا يزال العميد الفقيه في ميدان المعركة، يتنقل بين المواقع العسكرية في الضالع، يواصل الجهاد ويُذود عن الأرض الطاهرة التي أُريقت من أجلها دماء الشهداء. كُنت ولا زلت، قائدًا شامخًا كما عهدناك، تحمل على كتفيك همّ الوطن، ودفاعك عن دين الله ورسوله.
إن مثل هؤلاء القادة الشرفاء، الذين يضعون أقدامهم في الصفوف الأمامية ويفدون بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، هم الذين يرسخون أسس النصر ويثبتون الحق. ومن خلالهم، سيظل الجنوب على درب التحرير والكرامة، إلى أن يتحقق النصر الكامل بإذن الله.
تحية بحجم السماء، لروحك الطاهرة، أيها القائد الفذ. دمتم عزًا وفخرًا، ونبراسًا مضيئًا في سماء الوطن.