لاعبوني ولا باعطل
العبارة اللي صارت شعار المرحلة، وكأنها بطاقة تعريف لأي كيان جديد يطلع فجأة من تحت الأرض، يطالب بنفوذ ويعمل مناوشات، وكأننا في دوري كرة قدم سياسي، بس بدون حكم ولا قوانين!
تخيل معاي، واحد من هذول الكيانات المفرخة، جالس في زاوية، ماسك ورقة وقلم، يحسب كيف يدخل اللعبة. يقول: "يا جماعة، إذا ما عطيتوني منصب، باعطل عليكم كل شيء! باقفل الطريق، وباخرب الشبكة، وباخلي حتى الحمام ما يطير فوق المنطقة حقنا!" وكأن السلطة صارت لعبة "بلاي ستيشن"، واللي ما يلعب، يخرب على الباقيين.
والطريف في كذا لما تشوف الكيانات المعارضة تتجمع في جلسة سرية، وكل واحد فيهم يخطط كيف يطلع بيان ناري. واحد يقول: "لازم نكتب إننا مظلومين!" والثاني يرد: "لا، لازم نقول إننا أصحاب الحق الوحيد!" والثالث يضيف: "ونهدد كمان، عشان يحسبوا لنا حساب!" وفي النهاية، يطلع البيان وكأنه سيناريو فيلم أكشن، بس بدون بطل.
أما الشعب المسكين، فهو المتفرج الوحيد في هذا المسرح العبثي. يشوف الكيانات تتصارع على المناصب والموارد، وهو يقول: "يا جماعة، إحنا بس نبا كهرباء وماء، والباقي لكم!" لكن لا حياة لمن تنادي، لأن الكل مشغول في لعبة "لاعبوني ولا باعطل".
وفي النهاية، تبقى العبارة "لاعبوني ولا باعطل" رمزًا للصراع العبثي، اللي ما يجيب إلا وجع الراس. وكأننا في مسلسل كوميدي طويل، بس للأسف، النهاية ما زالت بعيدة، والجمهور بدأ يمل من نفس السيناريو المكرر.