وقفة تأمل في نهابة العام الهجري 1446 هـ، ومطلع العام الهجري الجديد 1447هـ.
بقلم/ الدكتور فوزي النخعي
ها نحن نطوي عاماً هجرياً، ونستقبل عاماً جديداً، لقد مضى على هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - *(1446)* عاماً، إنها سنوات متعاقبة كأمواج البحر، تمضي الواحدة تلو الأخرى، لكن السؤال الذي لا بد أن نقف أمامه بصدق وتجرد ماذا قدمنا لرسول الله؟
هل حملنا رسالته كما ينبغي؟ هل مشينا على نهجه كما أمر؟ أم أننا غيرنا وبدلنا، ورضينا بأن نكون أمة تستهلك ولا تنتج، تتبع ولا تُتبع، أمة ضاعت بوصلتها وسط صخب الدنيا وتهافت الأمم عليها كما تتداعى الأكلة على قصعتها.
أيها العام الهجري الجديد، بأي حال أقبلت؟
أأقبلت بذكرى تهزّ القلوب وتوقظ الهمم، أم أنك أتيت في زمنٍ انهزمت فيه القيم، وتراجعت فيه العزة، واشتد فيه ضعف أمةٍ تعد بالمليار ونصف المليار، لكنها في واقعها لا تزال تبحث عن مكانها تحت شمس الحضارات؟
هل سيكون هذا العام عام تمكين ونصر وعزٍّ للإسلام والمسلمين؟ أم عامًا آخر يضاف إلى سجل الانكسارات والشتات؟
نسأل الله تعالى أن لا نكون ممن يقول لهم الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة:"سُحقًا سُحقًا لمن بدّل بعدي وغير"، بل نرجو أن نكون ممن يردون الحوض ويُقال لهم:"هلمّوا، اشربوا من يدي شربة لا تظمؤون بعدها أبدًا."
إننا بحاجة اليوم إلى مراجعة أنفسنا، فالعام الجديد ليس مجرد رقم يتغير، بل هو فرصة جديدة للتوبة، للعمل، للنهضة، ولإحياء القيم التي جاء بها نبي الهدى والرحمة.
هي دعوة إلى كل فرد في هذه الأمة أن يسأل نفسه: هل أنا على خطى الحبيب؟ هل أنصر سنته؟ هل أُعلي من شأن الإسلام قولاً وفعلاً؟
ختامًا؛
يا عام 1447 ه جريب باذن ، كن بشارة خير لهذه الأمة، كن بداية عهد جديد من العزة والتمكين، كن بداية لرُقي أخلاقي، ونهضة علمية، ووحدة صف، وكرامة أمة، علّنا نكون من الذين يرضى عنهم الله ورسوله، ونحظى بشرف الشرب من الحوض الشريف، ومرافقة الحبيب في الفردوس الأعلى.
ودمتم سالمين