(ياليتها تعود)
هذه بعض من الذكريات الجميلة التي لازالت محفورة بداخل الوجدان والتي عشتها في طفولتي في مدينة الشيخ عثمان شارع قرطبة(حافة الصباغين) والتي تعكس مدى الفرح والمرح الذي كنا نشعر به أثناء اللعب مع أصدقائنا وزملائنا وجيراننا وهي لعبة "شوطح يامسلماني" و"بيع التيس والله مابيعه" هي لعبات تقليدية تعكس تراث الأطفال والثقافة العدنية٠
لعبة "شوطح يامسلماني" تعكس ايضاً الروح الرياضية والتنافسية بين الأطفال حيث يتشابكون بالأيادي ويقومون بالدوران ويرددون الكلمات التي تعبر عن البهجة والسرور و الفرح والمرح ومشاعر الأمان والإطمئنان في وطن امن وسعيد عاش حياة العزة والكرامة والإنتماء الحقيقي لمدينه عدن التي كانت علم ومنارة للثاقفة والعلم والإقتصاد والتنمية وفي كل المجالات وكانت زهرة وقبلة العالم٠
أما لعبة "بيع التيس والله مابيعه" فهي لعبة تعكس الروح التجارية والتفاوضية بين الأطفال حيث يطلب صف من الأطفال شراء التيس من الصف الآخر والذي يرفض بيع التيس ويردد عبارة "والله مابيعه".
هذه الذكريات الجميلة تعكس الفرح والمرح الذي كنا نشعر به أثناء اللعب مع أصدقائنا وأصحابنا وزملائنا وجيراننا وتعكس أيضًا التراث والثقافة العدنية التي تعكس الروح الرياضية والتنافسية والروح التجارية والتفاوضية.
ولا توجد اي مقارنة اليوم او شبه يمكننا ان نعرب ونعبر فيه عن فرحنا ومرحنا وبهجتنا فيما يعيشه ابناءنا واحفادنا من وضع مأساوي وحرمان من ابسط حقوق الأطفال من النزهة و الترفيه واللألعاب بالوضع الحالي في عدن فهي تعكس مدى الحزن والأسى الذي نشعر به تجاه ابناءنا واحفادنا والتي تعكس أيضًا الرغبة في العودة إلى الأيام السعيدة والمرحة من ذكريات الطفولة ولانها لا توجد مقارنة او شبه بين الحالة السابقة والحالية وهي تعكس مدى التغيير الذي حدث في حياتنا وحياة اطفالنا وفي الواقع الذي نعيشه حيث كانت الحالة السابقة حالة فرح وبهجة وسرور وحيث كنا نعيش بالحب وبمتعة واهازيج ولكن الآن عند المقارنة بالواقع الحالي مع الحالة السابقة تشعر بالحزن والأسى والخيبة.
هذه المقارنة تعكس أيضًا مدى التأثير السلبي الذي أحدثته التغيرات في حياتنا وفي الواقع الذي نعيشه ويعيشه الأجيال من ابناءنا واحفادنا في مدينة عدن حيث يبدو أن الواقع الحالي يختلف بشكل كبير عن حياتنا البسيطة والمتواضعة التي عشناها زمان في مدينة عدن وحيث اصبح اولادنا يشعرون بالفراغ والملل والرتابة وبالخيبة والأسى.
من المهم أن نتعلم من هذه المقارنة وأن نعمل على تحسين الواقع الحالي وأن نعمل على استعادة الفرح والبهجة والسرور التي كانت موجودة في الحالة السابقة وهذا يتطلب منا أن نعمل على تغيير بعض الأمور في حياتنا وفي الواقع الذي نعيشه وأن نعمل على تحسين أنفسنا وأوضاعنا٠
وقد كانت هذه اللعبة إضافة إلى الكثير من اللالعاب والتي فيها جزء كبير ومهم من تراث الإطفال في مدينة عدن اللعبة التي تعكس التراث والثقافة العدنية وتعكس أيضًا الروح الرياضية والتنافسية والروح التجارية والتفاوضية بين الأطفال.
هذه اللعبة هي أيضًا جزء من الذاكرة الجماعية للإطفال في مدينة عدن وتعكس الفرح والمرح الذي كانوا يشعرون به أثناء اللعب وقد كانت هذه اللعبة هي أيضًا وسيلة لتعليم الأطفال قيم مثل التعاون والتنافس والتفاوض.
ويجب علينا الحفاظ على هذا التاريخ وهذا التراث كجزء من التراث العدني المتنوع والأصيل وينبغي تعليم الأطفال الجدد هذه اللعبة التي لها معاني ودلالات كانت تحاكي واقعنا في مدينة عدن أنذاك لكي يتعلموا قيمها ويعيشوا الفرح والمرح الذي كان يحياه الأطفال في مدينة عدن زمان٠
#المريسي