كل حزب بما لديهم فرحون

وصف اللّه سبحانه وتعالى في محكم التنزيل إنقسامات الخلق وعدم التوافق على مشروع واحد بما يخدم دينهم ودنياهم بقوله سبحانه" كل حزب بما لديهم فرحون"" بما أن ذلك هو أمر إلهٰي ليس بمقدورنا تغيير هذا السلوك فمن الطبيعي أن نستسلم لما هو واقع ولكن هناك تباينات تستنتج منها..

أن الإختلاف في الرأي والإنقسام في التكوينات هي سنّة ربانية لا إعتراض عليها إذن..كيف يمكننا أن نستخلص فوائد من هذا الإختلاف حيث لا يصيبنا أذى وهو أن نتفق على القواعد الرئيسية الأصلية التي لا تمس حياتنا الدينية والدنوية بشيء .

ويظل هذا التباين هو لأجل تصحيح الأخطاء وتصويبها حتى تعود بالنفع فيما ينفعنا ولا نتمركز في زاوية تدع من هذا الاختلاف خطر يهدد حاضرنا ومستقبل الأجيال القادمة ولاشك لن يحدث هذا إلا من خلال إكتساب الوعي والإدراك بالمخاطر والمنافع .

اليمن في السابق وفي الحاضر لم تتمكن الأجيال بكل فئاتها الحاكمة والمحكومة غاب عنها أهم العوامل التي هي سبب في نجاح البلدان ونموها وإستقرارها حتى أصبح الحزب والجماعة العامل الرئيسي بينما الوطن هو مجرد وسيلة يهدف كل حزب وجماعة لإستغلاله للنجاح الفردي.

اليوم يعيش الوطن أسوا مراحلة التاريخية من تدمير شامل للأرض والإنسان ولم تنجح الأحزاب والجماعات المتصارعة المختلفة عن التوافق بل أنه حدث العكس حصلت على أمتيازات  ذاتية عالية في فترة قصيرة وباتت تتصارع على إستمرار بقاء الوضع الراهن بل أنه بمنظورها القاصر جعلت من هذه الحقبة شكل للدولة.

وبات مناصري الأحزاب والجماعات يستميتون على التصعيد غير آهبين بما تآل إليه الأوضاع الخطيرة التي تهدد حياة كل من في هذا الوطن وهم جزء من ذلك،
أن تختلف الأحزاب المستفيدة أمر مستسلم له.

لكن ما أردنا الاشارة إليه أن العدد الكبير من مناصري تلك الأحزاب والجماعات غير مدركين إلى اي مدى قد تحدث كارثة إنسانية تتسبب فيها التباينات السلبية على حساب مستقبل وطن كان يوما يسير بخطوات مستقيمة ولو كان هناك بعض العراقيل لكن مسار الوطن اليوم بشكل واضح للعيان يسير إلى مستقبل مجهول يُعرف بطريق  "الهاوية"

فهل بنظرك عزيزي القارئ أن الوقت قد آن أن يفيق هذا المجتمع مما هو فيه ام أن الفرحة بالحزب الخاص لكل فئة سيستمر حتى نصل إلى نقطة في نفق مظلم يصعب علينا إيجاد الحلول للخروج منه.