الوطن ليس فندقاً نغادره حين تسوء الخدمة: سخرية لاذعة من ترف الحكام

كتب: محفوظ كرامة

الأستاذ والكاتب الرصين *منصور العلهي* أصاب الهدف في مقالته الأخيرة التي قرأتها بعنوان "الوطن ليس فندقاً نغادره حين تسوء الخدمة أيها الحكام؟!". تناول العلهي بذكاء وسخرية لاذعة ما تمارسه الدولة والحكومة ومجلس النواب من ترف العيش في أفخم الفنادق والفلل والقصور بالخارج، بينما يعاني المواطنون من تدهور الأوضاع الاقتصادية.

أشار العلهي إلى أن الناس ملت ووصلت بهم الظروف إلى مرحلة اليأس، وفقد الجميع الأمل في تحسن الأوضاع بسبب عدم جدية النظام الحاكم في المحافظات المحررة. وأضاف في مقالته أن شهر رمضان على الأبواب، والغلا يزداد سخونة وارتفاعًا دون توقف، بينما الحكومة والمجلس الرئاسي يخططون لقضاء شهر رمضان في الخارج مع عائلاتهم.

قال العلهي بسخرية لاذعة: "طبعاً من حق حكامنا الأفاضل أن يرتاحوا بإجازاتهم السنوية ومن حقهم أن يرمضوا مع أولادهم بعيدًا عن زحمة الحياة ومشاغل المواطنين ومشاكلهم التي لا تنتهي. ومن حقهم كذلك أن يعيشوا ليالي رمضان خارج الوطن، لكي يرتاحوا قليلاً من ظجيج المواطير وليتنفسوا هواءً عليلاً بعيدًا عن روائح محاري الصرف الصحي التي تزكم الأنوف، وبعيدًا عن انقطاعات التيار الكهربائي."

واصل العلهي مقالته موضحًا أن المواطن بالتأكيد سيقضي رمضان كالسنوات السابقة، بلا كهرباء ولا خدمات ولا عملة مستقرة. وعليه أن يتحمل ويصبر حتى عودة حكامه من إجازاتهم بالخارج، وبعدها يستعد هذا المواطن الغلبان لسماع خطاباتهم ووعودهم بأن الوضع والخدمات ستعود بأفضل حال. وعلى هذا المواطن أن يصدق تلك الوعود ويبتلعها لتستمر الحياة، وليستمر الحكام في مناصبهم ليتهموا مزيدًا مما تبقى من خيرات البلد.

كما أشار العلهي إلى نواب الشعب وقادتهم في مجلسي النواب والشورى، مؤكدًا أنهم سيقضون رمضانهم في الخارج، فلا يصح أن يجتمع النواب مع ناخبيهم في بلد يفتقر لأبسط الخدمات. وأضاف أن المواطن وحده عليه أن يتحمل ويضحي لأجل الوطن، فالوطن للقادة الأغنياء والوطنية للمواطنين الفقراء. واختتم مقاله بسؤال مؤلم: "لماذا الجوع لي والشبع لك؟ يناشدني الجوع أن أسألك!"